Saturday 14 September 2013

ملخص مفصّل للأدلّة المتعلقة بالصواريخ التي يُزعم أنها استخدمت في هجمات الحادي والعشرين من شهر آب/ أغسطس

منذ وقوع الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق وأنا أعمل على جمع أكبر قدر من الأدلة المتعلقة بهذا الهجوم ونشرها في صفحات مدوّنتي على شبكة الانترنت، وأهدف في هذا المنشور إلى تلخيص الأدلة التي جمعتها حتى اللحظة وإلى النظر في بعض المزاعم المتعلقة بالهجوم، وأتمنى أن تحوي التعليقات أسفل المنشور نقاشاً بنّاءً، ولا ننسى أن هذه الأدلة لا يمكن اعتبارها برهاناً دامغاً عندما نناقش هذه المعلومات.

ماهي الصواريخ التي استُخدمت في الهجوم؟

إن الأسلحة التي تُستخدم في الهجمات الكيماوية تكون مصممّة لنشر العامل الكيماوي وجعله يتناثر، ولا تُعتبر الانفجارات القوية الطريقة المُثلى عند استخدام العوامل الكيماوية بسبب حساسية هذه العوامل للحرارة ممّا يؤدي إلى إتلاف العامل الكيماوي، وفي الكثير من الأحيان يتم استخدام شحنة متفجرة صغيرة لجعل العامل الكيماوي يتناثر وينتشر، ويعني هذا أن هناك فرصة كبيرة للعثور على بقايا الأسلحة المستخدمة بعد أي هجوم بالأسلحة الكيماوية.

قذيفة مدفعية من نوع M14 وعيار 140 ملم
وثّق الناشطون قرب دمشق بقايا نوعين فقط من الأسلحة منذ وقوع الهجوم الكيماوي، السلاح الأول هو قذيفة مدفعية من نوع M14 وعيار 140 ملم تم إطلاقها من راجمة BM-14 المتعددة (وأنواع مُتفرّعة عنها) وقد صوّرها الناشطون في مدينة معضميّة الشام قرب دمشق، ويظهر المحققّون التابعون للأمم المتحدة في الشريط المصور وهم يأخذون قياسات القذيفة وعيّنات منها. ويبدو أنه لم يلحق ضرر كبير ببقايا هذه القذيفة، إلا أنه لم يتم العثور على الرأس الحربي والقطعة الواصلة الخاصة بهذه القذيفة، وقد يكون لهذا الأمر دلالته لأن رأساً حربياً واحداً قادر على حمل 2,2 كغ من السارين، إلا أنه يمكن كذلك تزويد هذه القذيفة برأس حربي دخاني. قد يكون التقرير الذي سيقدمه المحققون الأممّيون هو الوحيد القادر على تحديد إذا ما تم تزويد هذين النوعين من الأسلحة بعوامل كيماوية. وثّق الناشطون قذيفة واحدة فقط من هذا النوع من الأسلحة ونشروها على الانترنت لكن لا نعرف إن كان هناك المزيد منها في المواقع التي تعرضت للهجوم، ويمكن التعرف أكثر على هذه القذيفة (M14) من خلال البحث الذي أجريته في هذا الرابط.



في الصورة في الأعلى نرى السلاح الثاني المرتبط بالهجوم الكيماوي المزعوم وهو صاروخ غير قياسي لم يتم التعرف عليه حتى هذه اللحظة، وما يثير الاهتمام هنا بخصوص هذا الصاروخ هو أنه مرتبط بالصراع في سوريا فقط دون غيره، وقد تحدثت مع عدد من الخبراء في مجالي الأسلحة التقليدية والكيماوية بشأنه لكنهن لم يستطيعوا التعرف عليه أو تحديد نوعه.

هناك خيطان أساسيان يمكن الإمساك بهما لفهم هذا الصاروخ المرتبط بالهجمات الكيماوية المزعومة في سوريا وهما معرفة ماهية الصاروخ وتتبع استخدامه في الصراع حتى اللحظة.

حاولتُ مع عدد من خبراء الأسلحة التقليدية والكيماوية تركيب صورة لهذا الصاروخ لفهمه بشكل أكبر، ويبدو أن هناك نوعين على الأقل منه، الأول مزوّد برأس حربي شديد التفجر والآخر مزود بحشوة غير متفجرة مجهولة يُزعم أنها استخدمت في الهجمات الكيماوية المزعومة.

حسب اعتقادك لماذا يوجد هناك نوعان من هذا الصاروخ المجهول المرتبط بالهجمات الكيماوية المزعومة؟

لقد نُشر عدد من الأشرطة المصورة التي يظهر فيها هذا الصاروخ (يمكن مشاهدتها هنا)، ومن أبرزها شريطان مصوران الأول التقط في حي الخالدية بحمص في الثاني من شهر آب/أغسطس والتقط الثاني في مخيم السبينة في دمشق في 29 آب/ أغسطس. في كلا الشريطين نرى أن الرأس الحربي الذي مُلأ بمسحوق أصفر شديد الانفجار لم ينفجر، كما نرى أن كلا الرأسين يحملان أرقاماً سوداء متشابهة، ونرى ثقباً واحداً في الصفيحة المعدنية الواقعة أسفل الرأس الحربي والذي قد يساعدنا في التعرف على الصاروخ ذو الحشوة المجهولة.



أكرّر القول إن الرأس الحربي المتفجر عادةً ما يُلحق ضرراً كبيراً بالصاروخ، ونرى في الأشرطة المصورة السابقة أن هناك كمية كبيرة من المتفجرات داخل هذه الصواريخ وبالتالي يُرجح أن تكون بقاياها بالغة الصغر بعد أن تنفجر.

سنلقي الآن نظرة على صور الصاروخ ذو الحشوة المجهولة التي وقعت في 21 آب/ أغسطس.




يظهر من خلال الصور أن ضرراً طفيفاً لحق بهذه الصواريخ ممّا يوحي بعدم وقوع انفجار كالذي تحدثه المتفجرات القوية، وقد رأينا الأثر الذي تخلفه هذه المتفجرات القوية في الأشرطة التي يظهر فيها الصاروخ ذو الرأس الحربي شديد الانفجار. نرى من خلال الصور الملتقطة للصواريخ ذات الحشوة المجهولة أن الجزء الذي يقع فيه الرأس الحربي لم يلحق به ضرر كبير، كما أنه لا يوجد إشارات على وجود مسحوق أصفر شديد التفجر كالذي رأيناه في الأشرطة المصورة التي يظهر فيها الصاروخ ذو الرأس الحربي شديد الانفجار.

كذلك يوجد هناك اختلافان واضحان بين كلا نوعي الصاروخين، أي الصاروخ ذو الرأس الحربي شديد الانفجار والصاروخ ذو الحشوة المجهولة. الفرق الأول هو أن الصاروخ ذو الحشوة المجهولة يحمل أرقاماً حمراء اللون على خلاف النوع الآخر الشديد الانفجار الذي يحمل أرقاماً سوداء اللون.


كما أننا دائماً ما نرى فتحتين في الصفيحة المعدنية الواقعة أسفل الرأس الحربي الخاص بالصاروخ ذو الحشوة المجهولة، في حين أننا نرى فتحة واحدة موجودة في الصفيحة المعدنية الواقعة أسفل الرأس الحربي الخاص بالصاروخ ذو الرأس الحربي شديد الانفجار.


هذه الفتحات هي أحد النظريات والأفكار التي يتم دراستها لفهم هذين النوعين من الصواريخ والتعرف عليهما، ومن بين هذه الأفكار والنظريات ما يلي:
- الفتحة الثانية في الصاروخ ذو الحشوة المجهولة هي فتحة لتعبئة الرأس الحربي.

- تشير الكتابات الملونة إلى نوع الرأس الحربي حيث يوجد شرائط صفراء وسوداء على الصاروخ ذو الرأس الحربي شديد الانفجار.

- إن الصاروخ ذو الرأس الحربي شديد الانفجار مزود بمحركٍ دافعٍ أطول لكي يتناسب مع الرأس الحربي الأثقل وزناً.

كيف يتم إطلاق الأسلحة المجهولة المرتبطة بالهجمات الكيماوية؟

تم نشر الشريط التالي في الأسبوع الذي تلا وقوع الهجمات الكيماوية المزعومة قرب دمشق ويظهر فيه عملية تجهيز وإطلاق الصواريخ المجهولة المرتبطة بالهجمات الكيماوية.


نرى بوضوح أن الذخيرة المستخدمة تم أطلاقها بواسطة صاروخ زُود بها, كما نرى أن هذا الصاروخ قد أطلق من راجمة صواريخ ذات سبطانة، وقد وصف نيك جينزين جونز (Nic Jenzen-Jones) وهو خبير في الأسلحة هذه الراجمة بأنها من نوع "فلق-2" وذلك في منشور كتبه في مدوّنته عن هذه الصواريخ، كما يوجد بضعة تفاصيل مهمة تستحق تسليط الضوء عليها، فهناك شريط أصفر اللون على ذيل الصاروخ ممّا قد يشير إلى أنها من النوع الشديد التفجر (كما شرحتُ فيما سبق) ويبدو أن ذيل الصاروخ أطول من نظيره في الصاروخ ذو الحشوة المجهولة, كما يبدو أنها أطول من الأشخاص الذين يقفون بجانبها, في حين نرى أن الصاروخ ذو الحشوة المجهولة مزود بذيل يصل طوله إلى كتفي شخص بالغ. والشيء الآخر المثير للاهتمام في هذه اللقطة من الشريط هو أن رجلاً يرتدي سترة حمراء اللون يقوم بلولبة (أو تثبيت) شيء ما داخل الصفيحة المعدنية الواقعة أسفل الرأس الحربي، والسؤال هنا هل لهذا علاقة بالفتحة الموجودة في الصفيحة المعدنية الواقعة أسفل الرأس الحربي التي رأيناها في كلا نوعي الصواريخ المجهولة المرتبطة بالهجمات الكيماوية؟

لا بد من التأكيد هنا على أن تصميم هذه الصواريخ هو فريد ومختلف عن الصواريخ القياسية التي نعرفها، ويمكننا ملاحظة ذلك حتى لو رأيناها من مسافة بعيدة، فمثلاً نرى في هذه الصورة الملتقطة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 راجمة صواريخ أخرى من نوع "فلق-2" وذيل صاروخ مجهول مرتبط بالهجمات الكيماوية يبرز من مؤخرة الراجمة.

 
أي من طرفي الصراع يستخدم هذه الصواريخ المجهولة المرتبطة بالهجمات الكيماوية؟

إن هذه الصواريخ لا ترتبط فقط بهجمات الحادي وعشرين من شهر آب/ أغسطس، وقد نُشرت صور لها منذ شهر كانون الثاني/يناير كما أنها لم ترتبط دائماً بالهجمات الكيماوية لكن لها الشكل ذاته دائماً ورافقها دائماً مزاعم بأن الجيش النظامي هو من استخدمها ضد المعارضة المسلحة. فيما يلي قائمة بالأشرطة المصورة موثقة بالزمان والمكان:


وُصفت هذه الصواريخ في جميع الأشرطة بأنها أسلحة كيماوية باستثناء تلك الملتقطة في داريّا بتاريخ 4 كانون الثاني/يناير وفي حمص بتاريخ 2 آب/ أغسطس، وبخصوص الأشرطة الثلاثة الملتقطة في عدرا بتاريخ 5 آب/ أغسطس فقد ارتبطت مباشرة بهجوم وقع في اليوم ذاته، ونُشرت أشرطة مصورة للمصابين جراء الهجوم ويظهر فيها الأعراض ذاتها، وتكلمتُ مع طبيب في دمشق يزعم أنه عالج الإصابات التي وقعت في كلا الهجومين، أي بتاريخ 5 و21 آب/أغسطس وقال أنه لاحظ الأعراض ذاتها على المصابين في كلا الهجومين.

يظهر في الشريط التالي الصواريخ ذاتها لحظة إطلاقها من محطة قطارات في حي القدم في دمشق الذي يقع حالياً تحت سيطرة قوات الحكومة السورية.



أخذت ثلاث صور قريبة للصاروخ الظاهر في الشريط ووضعتها جنباً إلى جنب.


نلاحظ أن الصورة الجانبية للصاروخ تشبه إلى حد كبير الصواريخ المجهولة المرتبطة بالهجمات الكيماوية، ونرى بوضوح مقطعين أو جزأين إثنين حيث يبدو أن مقطع الرأس الحربي أعرض من مقطع الصاروخ كما أن نسبة الرأس الحربي من نسبة الصاروخ هي ما نتوقع رؤيته، وكما سبق وقلت من قبل إن هذه صواريخ فريدة الشكل ومختلفة عن الصواريخ القياسية التي نعرفها، ولم يسبق لي مشاهدة أي صاروخ آخر شبيه بها في ترسانة أيٍ من طرفي الصراع.

إن كل ما سبق ذكره متعلق بالقوات الحكومية، لكن إذا كان هناك مزاعم بأن المعارضة تمتلك بحوزتها صواريخ كهذه، فما هي الأدلة على ذلك؟ إن جوابي هو أنه لا يوجد حتى اللحظة أيّ دليل يثبت هذه المزاعم، فقد أمضيت الثمانية عشر شهراً الماضية في مراقبة الأسلحة والذخائر المستخدمة من قبل كلا طرفي النزاع، ولو فرضنا أن المعارضة تمتلك فعلاً هذه الصواريخ وأنها كانت تخفيها، فلم إذاً قامت بصنع "مدفع جهنم" في الأشهر الماضية، وهو نوع من الهاون المحلي الصنع، وكذلك "مدفع سيدنا عمر" وهو نسخة أكبر حجماً من "مدفع جهنم" في الوقت الذي تمتلك فيه سلاحاً أقوى وأكثر فاعلية؟

كيف لنا أن نعرف أن هذه أسلحة كيماوية؟

أن هذا هو السؤال الأهم، وفي الحقيقة لا أملك إجابة على هذا السؤال. أعيد القول إن هذه صواريخ مرتبطة بالهجمات الكيماوية المزعومة وليست أسلحة كيماوية استخدمت في هجمات كيماوية، وفي نهاية المطاف يعود الأمر للأمم المتحدة لتأكيد استخدام الأسلحة الكيماوية، وفي حال تم ذلك فإن الصواريخ التي مرت معنا هنا هي الوحيدة التي ارتبط بهذه الهجمات. إن أحد الأمور القليلة التي تأكدنا منها هي أن العامل الكيماوي الذي استخدم في الهجوم هو عامل سريع الزوال وإلا فإن الأشخاص الذين التقطوا صوراً وأشرطة لهذه الصواريخ سيكونون في عداد الأموات في حال كان العامل الكيماوي المستخدم يدوم تأثيره لفترة طويلة، وقد جرى نقاش حول إذا ما كانت هذه الصواريخ مزودة بمتفجرات مصنوعة من الوقود الذي ينفجر في الجو، لكن كما قلنا سابقاً تعود مهمة تأكيد أو نفي استخدام الأسلحة الكيماوية إلى الأمم المتحدة. يعرض الشريط التالي والذي التقط في 28 آب/أغسطس أعضاءً من فريق الأمم المتحدة وهم يجمعون عينات من أحد المواقع الذي سقطت فيه الصواريخ المجهولة المرتبطة بالهجمات الكيماوية من النوع المجهول.


ماذا عن الشريط المصور الذي يظهر فيه المتمردون وهم يطلقون سلاحاً كيماوياً؟

تم تداول الشريط التالي بعد هجمات الحادي والعشرين من شهر آب/أغسطس ويُزعم أنه يعرض قوات من المعارضة وهم يطلقون أسلحة كيماوية.



وفي بعض نسخ أخرى من الشريط نرى الهجوم لحظة وقوعه وهذا شيء مستحيل لأن هذا الشريط تم تصويره في وضح النهار أضف إلى أنه نشر في بادئ الأمر على موقع اليوتيوب منذ أكثر من شهر من الزمن. ما نراه في الشريط هو "مدفع جهنم" الذي أتينا على ذكره وهو نوع من الهاون محلي الصنع استخدمته المعارضة السورية على نطاق واسع على مدى الأشهر الماضية، وقد قامت المجموعة التي صنعته بنشر شريط ترويجي لهذا المدفع أثناء عملية الصنع وملء القذائف بالمتفجرات محلية الصنع والمصنوعة من السماد.

ربما قامت المعارضة السورية بملء هذه القذائف بعوامل كيماوية إلا أنه لا يوجد دليل واضح يثبت ذلك باستثناء بعض المزاعم على موقع اليوتيوب والتي لا تعني شيئاُ البتّة بدون تقديم أدلة فعلية.

ماذا عن الأشرطة المصورة التي تظهر فيها قوات المعارضة وهي تعطي أوامر باستخدام السارين؟

هذا شريط آخر تم تداوله مؤخراً، ويُزعم فيه أن قوات المعارضة تعطي أوامر باستخدام السارين.


هذا الشريط نسخة عن شريط أعدّه "لواء الإسلام" ويظهر شعارهم في أعلى الزاوية اليسرى، وبالطبع يستحيل معرفة إن كان الصوت المرافق للشريط حقيقياُ لأن هذا ليس الشريط الأصلي، وقد دَرج موقع اليوتيوب على إغلاق قنوات هذا اللواء مما جعل من مشاهدة الشريط الأصلي أمراً شبه مستحيل، لكن إن كان هناك من يملك نسخة عن الشريط الأصلي ويريد أن يبرهن أن الصوت المرافق له حقيقي فليخبرني بذلك رجاءً.

سمعت أنه كان مجرد حادث، ما قولك في هذا؟

قام موقع Mint Press مؤخراً بنشر تقارير عن أن شهوداً أخبروهم بأن الهجوم الكيماوي وقع نتيجةً لحادث بعد أن قامت قوات المعارضة عن طريق الخطأ بتفجير شحنة من الأسلحة الكيماوية التي زودتهم بها المملكة العربية السعودية، وقد سألت عدداً من خبراء الأسلحة الكيماوية عن رأيهم في هذه المزاعم لكن لم يبدو عليهم أنهم اقتنعوا بها، ونتساءلُ هنا كيف لحادث عرضي كهذا أن يؤثر في منطقة واسعة وفي نفس الوقت يتجنب إصابة مناطق تقع بين المناطق التي تأثرت بالحادث؟

يمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات حول موضوع هجمات الحادي والعشرين من شهر آب/أغسطس في الرابط، وعلى منشورات أخرى عن الأسلحة الكيماوية في سورية بما فيها مقابلات تحوي معلومات قيمة أجريت مع خبراء في الأسلحة الكيماوية في هذا الرابط.

No comments:

Post a Comment