Thursday, 5 September 2013

راجمات صواريخ إيرانية "فلق-2" يُعتقد أنها استُخدمت في الهجوم الكيماوي المزعوم في سوريا



تم النشر بتاريخ 29 آب/أغسطس 2013 بواسطة  N.R. Jenzen-Jones
تنويه: هذا المنشور هو تكملة للتحليل الأولي السابق للصواريخ التي زُعم أنها استُخدمت في الهجوم الكيماوي في سورية، وسيتكرر فيه بعض المعلومات التي ذكرتُها في المنشور السابق نيّة ترجمته إلى العربية. أود التأكيد على أن هذا تحليل أوليّ للمعلومات المحدودة المأخوذة من الصور الفتوغرافية والأشرطة المصورة المتاحة. لم يتّضح بعد إن كانت هذه الصواريخ حملت رأساً حربياً يحوي عوامل كيماوية، كما لا يزال مصدرها مجهولاً.

في منشور سابق أجريتُ تحليلاً أوليّاً للصواريخ المجهولة التي يُزعم أنها استخدمت في هجمات كيماوية في سورية وخصوصاً في الغوطة الشرقية. ويعرض الشريط التالي ما يبدو أنه قوات نظاميّة وهي تقوم بعملية نقل وتجهيز وإطلاق أحد هذه الصواريخ المجهولة، وقد نُشر الشريط على صفحة الثورة في مدينة داريّا ويظهر فيه إطلاق الصاروخ المزوّد برأس حربي كيماوي من مطار المزّة العسكري الواقع غربي دمشق باتجاه الغوطة الشرقية، ويشبه هذا الصاروخ إلى حد كبير الصاروخ الذي وُثّق استخدامه في كل من داريا والخالدية ويبرود وعدرا والغوطة الشرقية وزملكا (انظر القائمة الكاملة في نهاية المنشور للاطلاع على مكان وزمان استخدام هذه الصواريخ).

يَظهر في الشريط عدّة رجال مجتمعين حول موقع الإطلاق ويرتدي بعضهم قلانس (جمع قلنسوة) حمراء التي هي جزء من الزّي الموحّد الذي يرتديه الحرس الجمهوري السوري، ويؤيّد هذا ما ورد في تقارير من مصادر إسرائيلية تفيد بأن صواريخ تحمل عوامل كيمائية قد أطلقت من قبل اللواء 155 التابع للفرقة الرابعة المدرعة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحرس الجمهوري، ويرأس كلا هاتين الوحدتين ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، ويُعتقد بأن اللواء 155 يقع بالقرب من مطار المزّة العسكري. وقد قام المدوّن البريطاني إليوت هيغينز (Eliot Higgins) بتحديد مكان سقوط أحد هذه الصواريخ المجهولة بدقة وتوصل إلى استنتاجات قد تشير إلى المواقع ذاتها التي أطلقت منها الصواريخ، أي اللواء 155، ويجدر الإشارة الى أن الأشخاص الذين قاموا بتجهيز الصاروخ وإطلاقه كانوا في زيّ مدني على ما يبدو على عكس الأشخاص الآخرين الذي ظهروا في الشريط وكانوا يرتدون بزّات عسكرية.



كما يظهر في الشريط راجمة صواريخ إيرانية من نوع "فلق-2" أو ربما نسخة شبيهة بها أو مشتقة منها، والراجمات هذه مزوّدة بسبطانة واحدة أو اثنتان أو ثلاث أو أربع سبطانات، وقد صُممت بحيث يمكن تثبيتها على شاحنات وعربات عسكرية ومدنية. ربما حصل النظام السوري على هذه الراجمات من إيران أو قد تكون نسخة عن الراجمات الإيرانية. تَستخدم القوات الحكومية الراجمات من نوع "فلق-2" مسبقاً وقد ورد ذلك في تقارير في أواخر العام الفائت. وعادةً ما تستخدم هذه الراجمات لإطلاق صواريخ من نوع FL2-A من عيار 333 ملم وطول يبلغ 1820 ملم وتحمل رأساً حربياً شديد التفجر وهي صواريخ أقصر من الصواريخ المجهولة الظاهرة في الشريط والتي يبدو أن طولها يبلغ 2800 ملم على الأقل (وربما أكثر من 3000 ملم). نُشر الشريط التالي في شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام الفائت ويظهر فيه راجمة من نوع "فلق-2" ذات سبطانتين في مطار المزّة العسكري وهي تطلق الصواريخ باتجاه مدينة داريّا، ويعزّز هذا من صدقية المزاعم الواردة في الشريط المصور الذي رأيناه.


إن هذه الصواريخ هي من نوع أرض –أرض ويبلغ طولها 2800 ملم وهي ليست صواريخ قياسية، وقد تم جعلُ البَدَن الدافع طويلاً لكي يزيد من ثبات الصاروخ وتوازنه أثناء تحليقه في الجو. من المحتمل أنه قد تم صنع هذه الصواريخ بأطوال مختلفة، ونظراً لأنها تُطلق بواسطة الراجمة "فلق-2” فمن المرجح أن يبلغ قطر هذه الصواريخ 333 ملم تقريباً، ومن المحتمل أنه تم صنع صواريخ ذات قطر أكبر من ذلك، ولا يبدو واضحاً إذا ما صُنعت هذه الصواريخ في إيران إلا أنها تشبه صواريخ أخرى صُنعت في هذا البلد، كما أنه من غير المؤكد أن تكون سورية قد صنعتها بحيث يمكن إطلاقها بواسطة الراجمات الإيرانية التي نحن بصددها. يتألف ذيل الصاروخ (أنظر الصورة في الأسفل) من مروحة ذات جُنيحات مستقيمة وحلقة ومنفث (عادم) كبير لمحرك الصاروخ، ويبدو أن مقطع الرأس الحربي أكبر حجماً من بدن الصاروخ كما أن قُطر هذا الرأس مساوٍ تقريباً لقُطر المروحة (أو ربما أكبر بقليل)، ويبدو أن هذا الجزء ذو تصفيح رقيق ممّا يوحي بالحاجة لأن تكون نسبة وزن الحشوة المتفجرة كبيرة مقارنة بوزن الصاروخ ككل، لكن هذه النسبة قد تنخفض بسبب كِبر بَدَن الصاروخ الواقع في وسطه. إن أحد الاقتراحات التي قُدمت إلي يقول بأن تعديلاً أجري على الصاروخ لكي يلائم الرأسُ البَدَن. قد يكون البرغي الظاهر في الصورة في الأسفل قد تم تسنينه (لولبته) بحيث يدخل في الهيكل الخارجي من ذيل الصاروخ ليعمل كدعامة أو سند يضغط على هذا الهيكل لكي يتم وصل طرفي كل من عادم المحرك وبَدَن الصاروخ ببعضهما البعض.

ويستبعد أن تكون هذه الصواريخ أسلحة مرتجلة نظراً لجودة تصنيعها واتساق شكلها.


قد لا تكون هذه الأسلحة مصممة لتزوّد بعوامل كيماوية بل ربما صُممت لتحمل متفجرات على شكل وقود يشكّل سحابة تنفجر في الهواء أو ربما لتحمل رأسا حربياً شديد الانفجار. يمكن رؤية الصواريخ التي تحمل الوقود المتفجر ذات التصميم المشابه في الوحدة الامريكية Surface-Launched Unit و (Fuel-Air Explosive (SLUFAE و الصواريخ الإسرائيلية Israeli CARPET rockets وربما تم صنع هذه الصواريخ بأشكال عدة بما فيها نوع مخصص لحمل العوامل الكيماوية أو ربما تم تعديل صواريخ مُحددة بعد صُنعها لتحمل رأساً حربياً يحوي عوامل كيماوية. يمكن تحويل الصواريخ المزودة برؤوس شديدة الانفجار أو بوقود متفجر إلى صواريخ قادرة على حمل رأس حربي كيماوي وذلك باستبدال الشحنة المتفجرة بعامل كيماوي، وقد يشير الشريط الأصفر الموجود على أحد الصواريخ (انظر الصورة في الأسفل) إلى حشوة من نوع مختلف، ويبدو أن الرأس الحربي الذي نحن بصدده يحوي مسحوقاً يُرجّح أن يكون حشوة شديدة الانفجار.


لا يزال الصاعق التي زُوّدت به هذه الصواريخ مجهولاً، وتم العثور على صاعق آلي زمني ATK-EB سوفييتي الصنع (انظر الصورة في الأسفل) بالقرب من أحد هذه الصواريخ في الغوطة الشرقية إلا أنه من غير الواضح إذا كان هذا الصاعق جزءاً من الصاروخ أو من صاروخ آخر، وقد يكون جزءاً من صواريخ أطلقتها الطائرات الحربية على الغوطة الشرقية بعد وقوع الهجوم الكيماوي المزعوم. إن الصاعق الآلي الزمني لا يُعتبر الخيار الأمثل لصواريخ من هذا النوع بالرغم من إمكانية تزويدها به، وتجدر الإشارة إلى أن غالبية الصواريخ التي استهدفت الغوطة الشرقية ومناطق أخرى وتم توثيقها قد أدّت الغرض الذي أعدّت له، وفي حال ثبت استخدم هذا الصاعق فقد يوحي هذا بأن فريق التشغيل الذي أشرف على إطلاق الصواريخ له معرفة جيدة بها وقادر على تهيئة الصاعق الزمني وضبطه بدقة بما يناسب الوقت الذي سيمضي قبل أن ينفجر.


نُشر أول شريط مصور يظهر فيه هذا النوع من الصواريخ في شهر كانون الثاني/ يناير من هذا العام بعد هجوم استهدف مدينة داريّا غربي العاصمة دمشق إلا أنه لم يصحب ذلك الهجوم مزاعم باستخدام أسلحة كيماوية]تحديث: تمت إضافة صورة لراجمة "فلق-2" ويظهر فيها مروحة الذيل المثبتة في صاروخ معد للإطلاق, وقد التقطت الصورة في السابع عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2012 على صفحة أخبار الزهراء في مدينة حلب, ويظهر أن الصاروخ شبيه بالصواريخ المجهولة التي نحن بصددها[ يبدو أن صاروخاً واحداً على الأقل من هذه الصواريخ قد زوّد برأس حربي شديد الانفجار, ويشير الشريط في الأسفل ومثيلاته إلى أن أيّ عامل كيماوي يحتمل أن يكون قد استخدم هو إما عامل سريع الزوال أو أن بعض الصواريخ أو جميعها حملت رأساً حربياً بديلاً, وهذا ما تم تناوله في ما سبق في هذا المنشور.



تم أخذ صور لفريق المحققين المختص بالأسلحة الكيماوية والتابع للأمم المتحدة وهو يعاين أحد هذه الصواريخ المجهولة في الغوطة الشرقية، و يعرض أوّل الشريطين في الأسفل صوراً لأعضاء فريق التحقيق وهم يوثقون ويجمعون عيّنات من أحد الصواريخ (لاحظوا مروحة الذيل المميزة لهذه الصواريخ بين الأنقاض في يمين الصورة) ومن موقع الهجوم ,كما قام الفريق أيضا بتوثيق الصاروخ الثاني المزوّد بعامل كيماوي في مدينة مُعضميّة الشام كما هو ظاهر في الشريط الثاني في الأسفل, وهذا صاروخ سوفييتي من عيار 140 ملم يمنحه الدوران حول نفسه ثباتا وتوازناٌ أثناء تحليقه في الجو, وغالباً ما يُطلق بواسطة أنظمة RPU-14 و BM-14 (-16/-17). وتم صنع عدة أشكال من هذا الصاروخ بما فيها صاروخ M-14-OF HE-FRAG المزوّد بشحنة شديدة الانفجار ومتشظية، ونوع آخر يُعرف ب M-14-D المزوّد بشحنة من الفوسفور الأبيض، كما تم صنع صاروخ من عيار 140 ملم يُعرف ب M-14-S وهو مزود برأس حربي يحوي 2-2 كغ من السارين لكن لا يُعتقد بأنه تم تصديره، ويبلغ المدى الأقصى للصاروخ 9,8 كم تقريبا وتشير سجلات معهد ستوكهولم الدولي لأبحات السلام (SIPRI) بأن سورية اشترت نحو 200 صاروخ من نوع BM-14 من الاتحاد السوفييتي السابق بين عامي 1967 و1969.


حتى اللحظة لا نملك معلومات وافية تساعدنا في التعرف على الصاروخ الذي يظهر في الشريط الملتقط في مطار المزّة العسكري، إلا أنه يمكننا ذكر النقاط التالية بخصوص هذا الصاروخ:
1-قد يكون صاروخاً غير قياسي مصنوع في إيران أو سوريا ولا يُستخدم أو يُصنع على نطاق واسع، ويُستبعد أن يكون صاروخاً مرتجلاً.
2-هذا صاروخ يُطلق من راجمة مزوّدة بسبطانة وبالتحديد من راجمة صواريخ إيرانية "فلق-2" أو نسخة مشتقة منها.
3-يبدو أن قُطر الصاروخ يبلغ 333 ملم تقريباً عند أقصى عرض له (وهي قاعدة الرأس الحربي ومروحة الذيل)، ويبلغ طوله الإجمالي 2800 ملم على الأقل.

4 -طبيعة تصميمه لا توحي بأنه صاروخ طويل المدى أو أنه عالي الدقة.

بلا شك سيساعد هذا المنشور في حل لغز هذا الصاروخ لكن مع ذلك أنه لا يمكن اعتبار المعلومات التي تم ذكرها دليلاً دامغاً على شن قوات الأسد هجوما بالأسلحة الكيماوية، وهذا سؤال يُترك لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة للإجابة عليه، كما يوثق المنشور المزاعم القائلة بأن قوات الحكومة السورية أطلقت صاروخاً مجهولاً بواسطة راجمة صواريخ إيرانية.
فيما يلي قائمة جزئية توضح مكان سقوط الصواريخ المجهولة مرتّبة حسب الزمان والمكان:
4 كانون الثاني/ يناير، داريا
11 حزيران/ يونيو، عدرا
2 آب/ أغسطس، الخالدية (حمص)
5 آب/ أغسطس، يبرود
5 آب/ أغسطس، عدرا
5 آب/ أغسطس، عدرا
5 آب/ أغسطس، عدرا
21 آب/ أغسطس، الغوطة الشرقية
21 آب/ أغسطس، الغوطة الشرقية
21 آب/ أغسطس، زملكا

تحديث 29/08/2013: إضافة صورة من صفحة أخبار الزهراء في حلب يظهر فيها راجمة صواريخ إيرانية أقدم وما يبدو أنه الصاروخ المجهول ذاته. أود توجيه الشكر هنا إلى جو غالفين (Joe Galvin)  

أود تقديم الشكر الجزيل لإليوت هيغينز (Eliot Higgins) كونه مصدر أغلب الأشرطة المصورة في هذا المنشور، وأيضا لجون اسماي (John Ismay) ويوري ليامين (Yuri Lyamin) وBA14 لما قدموه من أفكار، كما أقدم الشكر لعدة خبراء في مجال الأسلحة الكيماوية وخبراء التخلص من الذخائر المتفجرة الذين فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم لما قدموه من معلومات قيّمة.
في الأسفل صورة تُظهر منصة الإطلاق الإيرانية "فلق-2" والصاروخ FL2-A الذي تطلقه وقد أُخذت الصورة من كُتيب نشرته منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية.


No comments:

Post a Comment