استعمل
النظام السوري تدريجياً عدة أنواع من
الذخائر العنقودية على مدار السنة الماضية
وقد
وثّق الناشطون أول استعمال لهذه الذخائر
في شهر تموز/يوليو
سنة 2012،
وشهد شهر تشرين الأول /أكتوبر
من نفس السنة تصعيداً كبيراً في استخدامها،
ويفصّل المنشور التالي الذخائر العنقودية
التي رصد الناشطون استعمالها في الصراع
الدائر في سورية.
والذخائر
العنقودية هي قنابل صغيرة يتم وضعها داخل
قنبلة أكبر حجماً ويمكن إطلاق هذه القنبلة
من الطائرات الحربية أو من راجمات الصواريخ،
وبعد سقوط هذه القنبلة على الأرض تنطلق
منها الذخائر العنقودية أو القنابل
الصغيرة فتتبعثر في مساحة واسعة وبأعداد
كبيرة وقد لا تنفجر جميعها لحظة سقوطها
مما يجعلها مصدر خطر على كل من يقترب منها
أو يلامسها.
وهناك
عدة أنواع من الذخائر العنقودية (أو
القنابل الصغيرة)
التي
تُزوّد بها هذه القنابل ولقد وثّق الناشطون
في سوريا استعمال الأنواع التالية:
AO-1Sch
يُظهر
الشريط التالي أول توثيق لاستعمال الذخائر
العنقودية في الحرب ويطلق على هذه الذخائر
تسمية AO-1Sch،
وقد صُور هذا الشريط في شهر تموز/يوليو
سنة 2012،
وحتى شهر تشرين الثاني/أكتوبر
من عام 2012 كان
هذا النوع من القنابل العنقودية أحد نوعين
استخدمهما الجيش النظامي السوري.
يعود
أصل هذه القنبلة إلى الاتحاد السوفييتي
السابق، ويرمز الحرفان AO
إلى
Aviatsionnaya
oskolochnaya والتي
تعني حرفياً "
شظايا
الطائرة"
وهي
قنابل صغيرة مضادة للأفراد يتم إسقاطها
من الطائرات على
شكل قنبلة عنقودية من نوع RBK-250/RBK-250-275
تحوي
في داخلها 150
قنبلة
صغيرة من نوع AO-1Sch.
يعود
تاريخ صنع هذه الذخائر إلى سبعينات وبداية
ثمانينات القرن الماضي لكن هناك بضع أمثلة
منها تعود لأواخر الثمانينات.
وقد
تم العثور على أعداد كبيرة من هذه الذخائر
العنقودية الي لم تنفجر بعد ويمكن أن نعزو
سبب عدم انفجارها إلى مضي فترة طويلة على
صنعها وإلى تدهور حالة الصواعق التي يدخل
الزئبق في صنعها.
وبعد
ظهورها الوحيد في شهر تموز/يوليو
سنة 2012
عادت
هذه الذخائر العنقودية إلى الظهور في شهر
تشرين الأول/أكتوبر
في العام ذاته بعد أن نشر ناشطون صوراً
كثيرة من مختلف أنحاء سورية لذخائر عنقودية
لم تنفجر، وقد نُشرت هذه الصور بعد مضي
فترة قصيرة من إغلاق الطريق السريع الذي
يمر في محافظة إدلب جراء القتال المحتدم
فيها ولا يُستبعد أن يكون التصعيد في
استعمالها قد جاء كرد من النظام السوري
على قطع هذا الطريق الرئيسي.
PTAB-2.5m
يشبه
كثيراً هذا النوع من الذخائر النوع الذي
سبق ذكره (AO-1Sch)
ويعود
تاريخ صنعه إلى الحقبة السوفييتية ويتم
إلقاؤها على شكل ثلاثين مجموعة محشوة
داخل قنبلة عنقودية من نوع RBK-250/RBK-250/275
وهذه
الذخائر أكبر من سابقتها AO-1Sch
وتستخدم
بشكل أساسي كمضاد للمركبات.
يُظهر
الشريط السابق استخدام هذه النوع من
القنابل في مدينة البوكمال الواقعة قرب
الحدود السورية العراقية في شهر آب/أغسطس
عام 2012
وتُعتبر
مثالاً جيداً على طريقة التعامل مع الذخائر
العنقودية الغير منفجرة التي تكرر
استعمالها في الحرب الدائرة في سوريا،
إلا أن مشكلة الذخائر الغير منفجرة هو
صعوبة تحديد ما إذا كان من الآمن التعامل
معها أم لا إذ أنها قد تنفجر في أية لحظة.
وقد
وثّق الناشطون استعمال هذا النوع من
الذخائر العنقودية مرة واحدة في شهر
آب/أغسطس
من عام 2012
وبعد
ذلك التاريخ بدأ استعمالها يشمل كافة
أنحاء البلاد منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر
2012.
ومثلها
مثل الذخائر العنقودية من نوع AO-1Sch
تعتبر
هذه الذخائر من الأنواع الأكثر استخداما
في الصراع الدائر وقد نشر الناشطون مئات
الأشرطة المصورة التي تبين ذلك.
ZAB
2.5
في
تشرين الثاني/نوفمبر
من عام 2012
ظهر
نوع جيد من الذخائر العنقودية التي يطلق
عليها تسمية ZAB
2.5 وهي
ذخائر عنقودية حارقة كانت تصنع في الاتحاد
السوفييتي السابق ويتم تعبئتها في قنابل
عنقودية من نوع RBK-250/RBK-250-275،
وقد صُممت هذه الذخائر لتدمير الدعائم
الاسمنتية والمستودعات والأبنية العسكرية
الأخرى.
غالباً
ما يوصف هذا النوع من الذخائر بالفوسفور
الأبيض لكنها في الحقيقة أسلحة تعتمد على
مادة الثيرميت (وهو
مركب ناري متفجر يتألف من وقود/بارود
معدني وعامل مؤكسد ويطلق درجة حرارة عالية
جداً عند انفجاره) وهي
مادة من الصعب جداً إطفاؤها بعد أن تشتعل.
وكل
قنبلة عنقودية تحتوي على ثلاثة أنواع من
هذه الذخائر وإن نوعين من هذه الثلاثة
يحويان حشوة متفجرة تنفجر بعد اشتعالها
بوقت لا بأس به وهذا لا يشجع الشخص الذي
ينوي الاقتراب على محاولة إخمادها بعد
أن تشتعل خاصةً أنها تقذف مادة الثيرميت
المشتعلة في مساحة واسعة حولها.
إن
هذا النوع من الذخائر العنقودية يحتل
المرتبة الثالثة من حيث استخدامه في الحرب
الدائرة في سورية بعد الذخائر من نوع
After
AO-1 وPTAB-2.5m
والتي
سبق شرحهما.
Sakr
بدأ
الناشطون في شهر كانون أول/ديسمبر
من عام 2012
بنشر
صور لصواريخ ذات عيار 122
مم
التي تطلقها راجمات الصواريخ المتعددة
من نوع غراد BM-21،
والصاروخ الذي نفصّله هنا هو صاروخ يدعى
صخر Sakr
18/Sakr 36 وهو
مصري الصنع ويتم تذخيره بذخائر عنقودية
وهو قادر على حمل 72
أو
98
قنبلة
صغيرة على التوالي.
يظهر
في الشريط السابق كلاَ من الصاروخ والذخيرة
التي تملؤه (الحشوة)
وما
يميز هذا الصاروخ هو شريط أبيض قد أُرفق
به.
بعد
أن يطلق الصاروخ ما بداخله من قنابل صغيرة
تتسبب هذه الشرائط بدوران القنابل الصغيرة
أثناء هبوطها إلى الأرض وفي نفس الوقت
أيضاُ تتسبب في نزع مسمار الأمان الخاص
بالقنبلة، لكن هذا قد لا يحدث أحياناً
فتستقر القنبلة العنقودية على الأرض من
دون أن تنفجر وعندما يقترب أحد منها ويرى
الشريط الأبيض فإذا حاول شدّه تنفجر
القنبلة على الفور وتقتل كل من حولها.
ما
يزال هذا النوع من القنابل العنقودية
يستخدم في الصراع الدائر لكن على نطاق
أضيق من استخدام الأنواع السابقة.
ShOAB-0.5
في
شهر آذار من عام 2013
ظهر
نوع جديد من الذخائر العنقودية وهو
ShOAB-0.5
ويعود
تاريخ صنعه إلى الحقبة السوفييتية لكنه
يختلف عن سابقاته بأنه يُطلق من قنابل
عنقودية أكبر حجماً ويطلق عليها تسمية
RBK-500
وهذا
النوع هو نسخة عن القنابل العنقودية
الأمريكية BLU-26
وكل
قنبلة عنقودية من نوع RBK-500
تحوي
في داخلها المئات من القنابل الصغيرة
التي بدورها تحمل المئات من الكرات
المعدنية (أو
ما يطلق عليه الرومانات)
وكل
ذلك يشكل سلاحاً فتاكاً ضد الأفراد.
حتى
اللحظة بث الناشطون على شبكة الإنترنت
عدداً قليلاً من الصور التي تثبت استخدام
هذا النوع من القنابل العنقودية.
PTAB-2.5KO
وثّق
الناشطون حالةً واحدة اُستخدم فيها هذا
النوع السادس من القنابل العنقودية في
شهر آذار/مارس
عام 2013
ويختلف
هذا النوع من القنابل عن الأنواع الأخرى
التي تطلقها الطائرات حيث يتم حمل هذه
القنابل الصغيرة في حاويات ثم تُطلق على
دفعات مما يسمح بإسقاطها في خطوط طويلة
وهذه طريقة مثالية ومناسبة لمهاجمة
القوافل والأرتال، وحتى اللحظة لم يبث
الناشطون صوراً لهذا النوع من القنابل
غير تلك التي يعود تاريخها إلى شهر
آذار/مارس.
AO-2.5RT
ظهر
هذا النوع من القنابل العنقودية في شهر
حزيران عام 2013
في
بلدة "حربنفسه"
الواقعة
في محافظة حماه ويمكن إطلاق هذه الذخائر
العنقودية من قنابل RBK
كما
هو الحال بالنسبة للنوعين PTAB
2.5m وAO-1Sch
ويمكن
إطلاقها أيضاً من داخل حاويات القنابل
من نوع KMGU/KMGU-2
كما
هو الحال بالنسبة للقنابل الصغيرة من نوع
PTAB
2.5KO. حتى
اللحظة تم رصد حالة واحدة استخدم فيها
هذا النوع من الذخائر العنقودية.
No comments:
Post a Comment