Wednesday 7 August 2013

حديثُ خبراء الأسلحة الكيماوية عن السارين بعد مزاعم باستخدامه في كل من بلدتي سراقب وخان العسل – الجزء الأول

في الأسابيع القليلة الماضية بدا وكأن جميع أطراف الصراع في سوريا قد اتّفقت بأن السارين قد استُخدم فعلاً في سوريا، إلا أنّ الخلاف تركّز فقط حول الجهة التي استخدمته. وكان السفير الروسي في الأمم المتحدة قد قدّم مؤخراً نتائج الفحص إلى الأمين العام للأمم المتحدة وقال إنها تمثل دليلاً على أن أحد ألوية المعارضة المسلحة ويدعى لواء "بشائر النصر" قد استخدم السارين في الهجوم الذي استهدف بلدة خان العسل قرب مدينة حلب وذلك بواسطة صواريخ "بشائر 3" وهي صواريخ محلية الصنع. وبدورها زعمت الدول الغربية بما فيها فرنسا مزاعم كثيرة وقد استخدمت هذه الدولة عيّنات تمّ جمعها في دمشق وبلدة سراقب التابعة لمحافظة إدلب من قبل صحفيّين يعملون لصحيفة لوموند الفرنسية وذلك لاستخدامها كدليل على استعمال السارين في كلتا المنطقتين المذكورتين.

ونظراً لكون استخدام السارين في سوريا محطّ جدل متكرر قمتُ بطرح مجموعة من الأسئلة حول الهجمات التي يزعم أنها استهدفت بلدتي سراقب وخان العسل وذلك بهدف تسليط الضوء على هذا الموضوع آملاً بتوضيح الالتباس والغموض الذي أحاط به.

الخبير بول (Paul) يعمل لصالح شركة Allen Vanguard التي تحظى بسمعة طيبة لإعدادها تقارير عن التهديدات الاستخباراتية (Threat Intelligence) وقد أنشأت هذه الشركة موقعاً الكترونياً يتيح الحصول على خدماتها ومنتجاتها عن طريق شبكة الانترنت، ويمكن الدخول إلى الموقع من خلال النقر على هذا الرابط (يمكن للشركات والمنظمات المؤهلّة الحصول على حسابات بصفة ضيف عند الطلب وذلك بالضغط على زر "اشتراك" الموجود في أعلى الزاوية اليمنى من الصفحة).

السارين

ماهي الطريقة الأمثل لتذخير الأسلحة بالسارين؟

إن السارين هو عامل قتالي (حربي) مُميت الغرض منه قتل البشر، وعادةّ يتم حشوه في مقذوف يحمله وهذ المقذوف مصمّم لتُوضع بداخله عوامل كيماوية سائلة. كما يمكن إطلاق السارين بوسائل أخرى كالبخاخ.

في حال أردنا إطلاق السارين بواسطة مقذوف فنحن بحاجة إلى شحنة متفجرة تعمل على فتح المقذوف وإطلاق السارين دون إتلافه بأكمله.

ما هي أشكال السارين؟ هل هو سائل أم غاز أم مسحوق .... الخ؟ هل له رائحة أو لون معيّنين؟

عندما يكون السارين بحالته السائلة داخل مقذوف فلا رائحة له ولا لون وينتشر إما بحالته السائلة تلك أو على شكل بخار. ولا يعني هذا أنّ من يصنع السارين ليس بمقدوره إضافة مكونات أخرى لجعله قابلاً للاكتشاف بحاسة البصر أو الشم، إلا أن هذا يتطلب القيام بدراسة متأنّية للتأكد من عدم تفاعل المواد الأساسية مع المكونات المضافة إليها، ويبقى القيام بمثل هذا الشيء أمراً غير مألوف.

أمّا استخدام السارين على شكل مسحوق فهي طريقة غير عملية ويستحيل تطبيقها لأن هذا بمثابة فكرة وجود ماء على شكل مسحوق. إن السارين عامل متطاير وسريع الزوال ويمكن إطلاقه بفاعليّة بمزجه مع كحول الإيزوبروبيل (Isopropyl) بحيث يتحول إلى بخار ينتقل عبر التيارات الهوائية ومن ثمّ تستنشقه الكائنات الحيّة أو تمتصه، ولو أمكن تحويل السارين إلى (مسحوق) صلب لأصبح ثقيلاً لدرجة لا يمكن فيها إطلاقه بفاعلية.

هل سمعتَ قط عن استخدام السارين على شكل سائل مُخفّف؟ أو أنه مُزج مع مواد كيماوية أخرى لجعله أقل فتكاً؟

لا لم أسمع بمثل هذا قط. إنّ من ميزات الأسلحة الكيماوية أنّها رخيصة الثمن وسهل إطلاقها واستخدامها وبإمكانها قتل أو إصابة عدد كبير من الأشخاص، وتعتمد نسبة الوفيات من بين الإصابات على تركيز العامل وعلى مدى التعرض له، كما تعتمد النسبة أيضاَ على البيئة المحيطة، أي ما إذا كان الشخص داخل المنزل أم خارجه أثناء التعرض للسارين، وأخيراَ تعتمد النسبة على الظروف الجويّة كالرياح ودرجة الحرارة.

إنّ محاولة تخفيف السارين وجعله أقل فتكاً لن تحدّ من قدرته على القتل في الظروف المثالية، وفي حال كان المهاجِم يسعى إلى شلّ العدو مؤقتاً سيكون من الأفضل هنا استخدام أسلحة كيماوية أخرى كغاز الخردل، وسيَتبع ذلك دخول المنطقة المستهدفة للسيطرة عليها وإلا فلن يكون للهجوم أية فائدة من الناحية العسكرية. في سيناريو كهذا عادةً ما تكون أليات المهاجِمين وملابسهم مجهزةً بوسائل وقائيّة لكيلا يتعرضوا للإصابة بالعامل الملوّث.

إنّ من الأفضل هنا استعمال العوامل الأخرى كالسيزيوم الذي يُختصر ب (CS) لأنها عادة ما تكون مناسبةً أكثر لإحداث آثار غير مميتة خصوصاً عندما يكون الهدف شل الأشخاص مؤقتاً ودفعه لمغادرة المنطقة المستهدفة طوعاً، في حين أنّ التسمّم بعامل أعصاب مخفّف سيعني ملازمة الأشخاص المستهدفين للمنطقة المتواجدين فيها.

زَعمت بعض التقارير أنها تحوي أدلّة على استخدام السارين بعد فحص كل من الشعر والملابس والدم والأنسجة وعينات من البول. والسؤال هنا كيف يمكن إجراء هذا الفحص على العناصر المذكورة لإثبات وجود السارين فيها؟

أتوقع أن يتمّ تحليل وفحص كلٍ ممّا سبق باستخدام الأدوات المناسبة، ويجب صيانة هذه الأدوات ومعايرتها بالشكل المناسب بعد تحليل كل عنصر لأنه قد يلوّث عنصرٌ واحد بقية الفحوصات وسينتج عن ذلك الحصول على نتائج فحص غير دقيقة وأعلى من الواقع بسبب التلوث التراكمي الذي سيلحق بالأدوات التي استُعملت في اجراء الفحص. لقد وضّحتُ خلال أجوبتي على أسئلة ألفريد هاكنزبيرغ أنّ هناك شروطاً يجب أخذها بعين الاعتبار قبل اجراء الفحص على البيئة المحيطة وعلى السكان المحليين الذين بقوا على قيد الحياة أو الذين أصيبوا في الهجوم وذلك لإجراء مقارنة بين عينات الدم. ولكي يتحول السارين إلى بول بعد انحلاله في الجسم يجب أن يكون المصاب قد استهلك كمية صغيرة من العامل ممزوجة في سائل آخر بدون أن يؤدي هذا الخليط إلى قتله. ولو فرضنا أن تناول السارين كان سبب الوفاة فيُستبعد أن يكون هذا العامل قد دخل إلى الجهاز الهضمي.

وأياً كان، لا بدّ من فحص كل ما ذكرته في سؤالك للتأكد من وجود آثار لمواد السارين الأساسية والقاتلة، وعند فحص عينات الدم يجب البحث عن دليل على حدوث الاختناق الذي هو طريقة السارين في قتل ضحيته.

في حال اُكتشف السارين في عينات من الشعر والبول ألا يدلّ هذا على انحلال كميات صغيرة وغير قاتلة منه خلال مدة زمنية ما؟

نعم. في حال وفاة شخص ما جرّاء هجوم كيماوي بالسارين فلا يُعقل أن يكون السارين قد انحل في الجسم أو انتقل إلى شعر هذا الشخص. ولو افترضنا أن أحداً ما تعرض لهجوم بالسارين ونجا منه فيما مضى فمن الطبيعي أن يخبر الآخرين بتعرضه لهذا الهجوم وحينها سيكون هناك مزيد من الشهود، وقد يخلّف الهجوم وراءه مؤشرات دائمة على وقوعه كتلك التي يتم اكتشافها في شعر الشخص الذي نجا.

في حال وجود السارين على الملابس فما مدى خطورة ملامستها بدون ارتداء الملابس الواقية؟

في حال لم تمض مدة طويلة على تلوث هذه الملابس بالسارين ولم يتم تنظيفها فإنها تشكّل مصدر تلوّث خصوصاً في الأماكن المغلقة، وسيتعيّن على كل من يلامسها ارتداء ملابس واقية وكمامة مزوّدة بمصفاة مناسبة.

هل يمكن لمواد أخرى أن تعطي نتائج فحص كاذبة تدلّ على وجود السارين؟

نعم يمكن ذلك. يتمّ اكتشاف معظم العوامل الكيماوية ميدانياً باستعمال التقنيات الشاملة، ويمكن اجراء الفحص الميداني الدقيق بواسطة الأدوات الكاشفة إلّا أنّ هذا يتطلّب التدرّب عليها بالشكل المناسب. يعمل طارد الحشرات بالطريقة ذاتها التي يعمل بها عامل الأعصاب حيث يهاجمُ الجهاز العصبي لدى الحشرات ولو بكميات صغيرة مما سيجعل أنظمة الكشف الإلكترونية المحمولة تصدر إنذاراً كاذباًّ بوجود السارين عند إجراء الفحص، وهذا مثال على الوصول إلى نتائج إيجابية كاذبة عن وجود السارين. إنّ كميّات العامل الفعّال في طارد الحشرات يتم تخفيفها وتمديدها لكيلا تؤذي البشر عند استخدامها الاستخدام الصحيح لكنّها قد تنحلّ في جسم من يستخدمها استخداماً متكرراً.

في حال الاشتباه بوقوع هجوم بالسارين فكيف ينبغي التعامل مع الضحايا وما التدابير الواجب اتخاذها؟

يعتمد هذا بدرجة كبيرة على وضع الشخص المشتبه بإصابته، هل هو مدني أم عسكري؟ كما يعتمد على البنى التحتية المتاحة للتعامل مع الهجمات الكيماوية كالطواقم الطبية المُؤهلّة والآليات ووسائل الراحة المناسبة، وكلّما زادت الموارد المستخدمة زادت الكلفة مع أنّ هذا سيُزيد من فعالية العلاج.

لكل دولة إجراءاتها الخاصة بها لكن هناك قواعد أساسية يجب الالتزام بها كالتقليل من مدى التلوث الذي قد يحدث لاحقاً، فمثلاً يستلزم نقل الضحايا إلى المستشفى بالسيارات تعقيمها بعد كلّ عملية نقل لمصاب جديد، كما أنّ هناك خطر إصابة العاملين في المستشفى بعامل الأعصاب هذا. قد يتوفر في المستشفى أجنحة معزولة لكن سيكون من الصعب الحصول على شريط مصوّر من داخل المنطقة الملوّثة لأنّ هذا يتطلّب وجود نظام تعقيم شامل لكل شخص يغادر. وعلى كلّ العاملين في المستشفى ارتداء ملابس واقية وأن يتوفّر لديهم معرفة جيدة بالأعراض وأن يكونوا مدرّبين على إجراءات التعقيم.

إنّ أفضل طريقة لمساعدة ضحايا الهجمات الكيماوية هي استدعاء طاقم طبي مدرب تدريباً جيداً لإسعاف الضحايا وتقديم العلاج لهم وتعقيمهم من السارين ثم نقلهم إلى نقطة طبية أو مستشفى. كما يجب أيضاً انشاء خطّ اتصال مباشر وغير مباشر مع الموقع المستهدف بالهجوم الكيماوي لأنها الطريقة الأنسب للتحكم بمثل هذه الحالات، ولا بد من مراقبة عمليات الدخول والخروج من المنطقة المستهدفة بالهجوم، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات الكشف والتعقيم ومعالجة المصابين وكل هذا يدخل ضمن عملية التخفيف من آثار الإصابة.

ويرجّح حرق جثث ضحايا الهجوم الكيماوي لتفادي تلوّث الأرض والأشخاص والمباني.

في حال لم تتّخذ مثل هذه الإجراءات والتدابير فما الذي قد يحصل للأشخاص الذين يلامسون الضحايا؟

إنّ الشخص الذي تلوّثت ملابسه بعامل السارين يساهمُ في زيادة انتشار العامل الكيماوي وأيّ شخص يلامسه أو يقترب منه سيكون عرضة لخطر الإصابة خاصةً في الأماكن المُغلقة كالمباني والسيارات.

كم يحتاج السارين من الوقت ليصبح غير مؤذ ولكي يتبدد ويتلاشى؟ وهل يستغرق ذلك دقائق أم ساعات أم أسابيع؟

إنّ هذا سؤال تصعب إجابته بسبب وجود بعض المتغيّرات، إلا أن السارين هو سائل سريع التطاير والزوال وينتشر ويتبخّر بسرعة وفقاً لدرجة الحرارة وتدفق الهواء وإنّ مقذوفاً واحداً من السارين قد يحتاج إلى دقائق لكي يتبدد ويتشتت إذا أُطلق في محيط منبسط ومشمس وحار وبوجود الرياح. أمّا إذا تركّز القصف المتواصل على منطقة مأهولة بغياب الرياح وعدم مرور فترات مشمسة طويلة فقد يؤدي ذلك إلى وجود جيوب من المحتمل أن تظلّ عرضةً لخطر السارين لأيام عديدة. والسارين الغير معرّض للعوامل الجوية قد يستمر لأسابيع ومن الممكن أن تظلّ بقايا الأسلحة الكيماوية التي لم تنفجر في المنطقة المستهدفة لسنوات.

السارين عامل سريع الزوال ممّا يعني أن الجهة التي استخدمته كان لديها نيّة بالدخول إلى المنطقة الملوّثة حالما يصبح دخولها آمناً، ويجب على أوّل من يدخل المنطقة المستهدفة أن يستخدم أجهزة الكشف والملابس الواقية إلى حين إصدار إشارة بزوال الخطر.

سراقب

ربما كان الهجوم الذي استهدف سراقب هو الأكثر توثيقاً والذي قيل أنّ أسلحة كيماوية استخدمت فيه، وتحدّثت تقارير عن قيام مروحيات بإسقاط صناديق بداخلها علب مملوءة بمسحوق أبيض مائل إلى السُمرة، وأنّ هذه العلب سَقطت على موقعين أحدهما قرب طريق حيث لم يُبلّغ عن وقوع ضحايا، والعلبة الأخرى سقطت في فناء منزل تسكنه أسرة. كما وَرد في التقارير أنّ أحد أفراد الأسرة دخل إلى الفناء مباشرة بعد الهجوم وانهار على الفور وفارق الحياة في وقت لاحق. وبعد دخول الضحية الأولى للفناء بوقت قصير دخل مزيد من أفراد الأسرة إلى الفناء ذاته وأصيبوا بالإعياء حيث ذكرت تقارير إصابة ما بين 11 إلى 13 شخص إضافةً إلى الشخص الذي توفي والذي سبق ذكره. وقد التُقط شريط بعد الهجوم بفترة قصيرة وذلك قرب الطريق الذي استُهدف بالهجوم ويظهر في الشريط أطفال يلعبون قرب ما تبقّى من المسحوق الأبيض المائل إلى السمرة ولم يظهر عليهم آثار إصابة بالعامل الكيماوي.

والسؤال هو هل سيكون هذا السيناريو مطابقاً لما تتوقعُ أن يحدث في حال استُخدم السارين في الهجوم؟ 

ليس تماماً، سأستغرب كثيراً لو ثبُت استخدام أو إطلاق عامل قتالي كيماوي كالسارين بهذه الطريقة لأنّ هذا من شأنه أن يشكّل خطراً كبيراَ على المروحية وطاقمها، كما أننا لم نسمع من قبل عن استخدام السارين على شكل مسحوق.

ما احتمالية أن يُصاب الطاقم الطبي بالتلوث بالسارين في حال استخدم هذا العامل الكيماوي في الهجوم حيث ظهر في الأشرطة المصوّرة أنّ هذه الطواقم لا ترتدِ ملابس واقية، وكم من الوقت سيمر قبل أن يُصاب هؤلاء؟

إن الجواب يعتمد على تركيز السارين وطريقة ملامسة أفراد الطاقم الطبي لضحايا الهجوم، فقد يشعرون بآثاره فور ملامستهم أو اقترابهم من الضحية أو الأشياء الملوّثة الأخرى.

يظهر في شريط مصوّر سيارة متوقفة وبداخلها ضحية واحدة على الأقل. لو كان هذا هجوماً بالسارين فما مدى احتمال أن تتلوث السيارة من الداخل؟ وفي حال كانت الضحية داخل السيارة مصابةّ بالسارين فهل يؤثّر ذلك على الركاب الأخرين؟

من الممكن أن تتلوّث السيارة من الداخل بالسارين في حال لامست الضحية قطرات هذا العامل أو بخاره، وفي هذه الحالة سيكون جلد وملابس الضحية ملوّثين بهذا العامل وسيستمرّان في إطلاق بخاره، وكون السيارة تُعتبر مكاناً مغلقاً فإنّ كل من بداخلها سيستنشق السارين، وقد تؤثّر الأسطح الملوّثة داخل السيارة على كل من يستخدمها في المستقبل.

أفترض البعض أنّ مزيجاً مخففاً من السارين ومواد أخرى قد استُخدمت في الهجوم. في حال صحّ ذلك فهل ستتغيرّ أجوبتك السابقة تغيّراً كبيراً؟

أنا لا أفهم سبب إنتاج أو استخدام عامل السارين المخفّف. لو كان هناك حاجة لاستخدام عامل أقلّ فتكاً فإن هناك حلولاً بديلة أفضل من السارين المخفّف.

لاحظتُ أنّ العُلب التي عُثر عليها في موقعي الهجومين مطابقة للعُلب التي عُثر عليها بعد هجوم استهدف حي الشيخ مقصود في حلب، حيث زُعم أنها ألقِيَت من مروحية وانتشرت صور تظهر فيها بقايا العلب مغطاة بمسحوق أبيض مائل للسُمرة.

كما نُشرتْ صور لعُلبٍ في مخزن للأسلحة قيل أنّ المعارضة المسلّحة غًنِمتها من الجيش النظامي حيث كانت هذه العلب مطابقة من حيث التصميم للعلب المذكورة سابقاً. وقد أطلعَ صحفي يعمل في سوريا عدّة مجموعات مسلحة على صورة لهذه العلبة حيث قالت كثير من هذه المجموعات أنها سبقَ وشاهدتها في حوزة مقاتلي المعارضة الذين قالوا إنهم غَنموها من الجيش النظامي. والتُقطت صور لنوع آخر من القنابل لها الصاعق ذاته وقد قِيل للمصور حينها أنّها قنبلة دخانية عادية. 

ونُشر شريط التُقط في سراقب خلال الهجوم ويظهر فيه ما قيل أنّها عبوات تتساقط من السماء ويظهر في الشريط هذه العلب وهي تطلق دخاناً أو غازاً أبيضاً، كما كانت تُصدر ضوءً، ويبدو في الشريط أن العلب تحمل علامات ضرر ناتج عن الحرارة حول فتحات ممتدة على طول جسم العلبة.


لو أخذنا بعين الاعتبار المعلومات الكثيرة التي تمّ جمعها بخصوص هذه القنابل (العلب)، فهل هناك احتمال أنها احتوت على السارين؟

ليس تماماً. في الماضي كانت القنابل اليدوية تُصنع للاستخدام العسكري وكانت تحتوي على عوامل قتالية مميتة. والقنابل المملوءة بالسارين لا تُحدث ردة فعل نارية -كتلك التي تصدرها الألعاب النارية-لتوليد وإطلاق الدخان السام لأنّ هذا أمر يصعب تطبيقه ولم نسمع من قبل عن هكذا طريقة لإطلاق السارين. 

هل من الممكن احتواء هذه القنابل على مادة أخرى قادرة على أن تسبّب الأعراض التي ظهرت على ضحايا الهجوم؟

أستبعدُ احتواء هذه القنابل على عامل دمّ أو أعصاب أو عامل مسبب للفقاعات الجلدية، وبعد أن شاهدتُ الضحايا في الشريط الصوّر راودني شكٌ بوقوف هجوم كيماوي وراء ظهور هذه الأعراض، واستناداً إلى الشريط المصوّر أعتقد أنّ هؤلاء الضحايا كانوا عرضة لعدد من الحوادث الكيماوية التي تشمل استنشاق غاز سام والتعرض إلى المرّكبات الكيماوية الصناعية أو لانبعاثات غير متَعمّدة أثناء القتال، ولا بدّ من مشاهدة أشرطة مصورة إضافيّة بعد الهجوم وقبله للتوصل إلى نتائج إضافيّة.

هل يمكن لأحد هذه المواد إعطاء نتيجة فحص إيجابية كاذبة بوجود السارين؟

يعتمد هذا على المواد الكيماوية المستخدمة، فلو كانت هذه المواد مكوّنات أساسية تدخل في صناعة طارد الحشرات فقد تعطي نتائج إيجابية كاذبة على وجود السارين لكنّي أستبعدُ أن يكون هذا العامل قد أُطلِق من مروحية بعد حشوه داخل قنبلة.

هل من المعقول أن محتويات هذه القنبلة كانت قد أفرِغتْ واستُبدلت بالسارين؟

أستبعد ذلك لأنّ هذه العملية ستكون خطيرة جداً فهي تنطوي على خطر التلوث أو الإصابة بالسارين. وملء وعاء صغير بعامل قاتل وسريع التطاير سيبدو فرضيّة محفوفة بالمخاطر وغير عملية خصوصاً أن استخدام هذا الوعاء يقتصر على قذفه إلى مسافات قصيرة فقط.

خان العسل

زعمت الحكومة الروسية بأن المعارضة السورية تقف وراء الهجوم الذي استهدف بلدة خان العسل مستخدمةً صاروخاً محلي الصنع يحمل شحنة من السارين.

باعتقادك كيف يتمّ تثبيت رأس كيماوي حربي بصاروخ محليّ الصنع؟

هذا الصاروخ بحاجة إلى محرّك مناسب قادر على إيصال الصاروخ إلى هدفه ولا بد من البحث عن طريقة لكسر أو تفجير غلاف الرأس الحربي لكي ينتشر السارين. من الممكن فصل مكونات السارين الأساسية داخل أوعية مختلفة في الرأس الحربي (عامل ثنائي) لكن هذا من شأنه تعقيد عمل المقذوف وسيقلل من فرص نجاح الأنظمة المُرتجَلة.

تمتلك المعارضة السورية المعرفة الفنية اللازمة لصنع الصواريخ.

فيما يتعلّق بأدعاء الحكومة الروسية أنّ صاروخاً محلي الصنع استُخدم في الهجوم، فما هي الطريقة الأمثل لإطلاق السارين وجعله ينتشر حال وصول الصاروخ إلى هدفه؟

إن الطريقة الأمثل هي استخدام مقذوف مزوّد بصاعق ينفجر في الهواء يسمح للسارين بالانطلاق والانتشار قبل وصوله الأرض وذلك لتلويث أكبر مساحة ممكنة، كما أتوقع أنّ لبعض هذه الصواريخ هامش خطأ كبير وقد لا تصيب الهدف مما يؤدي إلى وقوع التلوث في المكان الخطأ، وأحياناً تفشل عملية إطلاق بعض هذه الصواريخ في بدايتها. إنّ الاصطدام البسيط لمقذوف ذو غلاف رقيق بالأرض يمكن استغلاله في إطلاق السائل الذي يتبخّر اعتماداً على الظروف البيئية المحيطة.

كما في الهجمات الكيماوية المزعومة الأخرى، ظهرت الطواقم الطبية وهي لا ترتدي ملابس واقية. هل سيؤدي هذا إلى إصابة الطاقم الطبّي بالسارين في حال استخدم في الهجوم؟

نعم هذا ممكن. وسيشعر كل شخص داخل المنطقة الملوّثة بآثار الهجوم الكيماوي مما سيؤدي إلى الإصابة أو الوفاة، وأستبعدُ نقل ضحايا السارين إلى المستشفى بعد الهجوم مباشرة من دون حدوث تلوث ثانوي.

Hamish de Bretton-Gordon هو القائد السابق للقوات البريطانية المختصّة بالأسلحة الكيماوية والنووية والإشعاعية والبيولوجية, والرئيس التنفيذي للعمليات لدى شركة SecureBio.

السارين

ماهي الطريقة المثلى لتذخير الأسلحة بالسارين؟

عموماً يتمّ تخزين السارين على شكل مكوّنات كيماوية منفصلة عن بعضها البعض وعندما يُراد استعماله كذخيرة للأسلحة تُمزج مكوناته معاً مشكّلةً سائل أو بخار أو غاز. إن ّمدّة صلاحية السارين الممزوج قصيرة نسبياً ولذلك يجب استخدامه ضمن فترة زمنية مُحدّدة، وفي حال لم يتم استخدامه فستنخفض درجة نقاوته وستتأثر فعاليته وقدرته على القتل. طوّرت ألمانيا النازية السارين في ثلاثينات القرن العشرين وصُمّم في البداية كمبيد حشري وصُنع في الأصل من الفوسفات العضوية، وعندما أدرك الألمان مدى فعاليته كعامل أعصاب ضد البشر صنعوا منه ذخيرة للأسلحة. والسارين أكثر سميّة من الفوسفات العضوية بنحو ثلاثة إلى أربعة آلاف ضعف، فمثلاً منذ بضعة أيام أدى التسمّم بمبيد حشري في أحد مدراس الهند إلى وفاة ثلاثة وعشرين طفلاً، لكن الرقم سيكون أعلى بكثير في حال كان التسمّم ناتج عن السارين أو عامل أعصاب آخر.

ما هي أشكال السارين؟ هل هو سائل أم غاز أم مسحوق .... الخ؟ هل له رائحة أو لون معيّنين؟

يكون السارين عادةً على شكل غاز أو بخار، وبشكله النقي لا رائحة له ولا لون، إلا أنّ ضحايا الهجوم بالسارين في طوكيو قالوا أنّهم لاحظوا رائحة شبيهة برائحة السائل الذي يُمدّد به الدهان (بلغت نسبة نقاوة السارين المستخدم حينها 50% فقط).

زعمت بعض التقارير أنها تحوي أدلّة على استخدام السارين بعد فحص كل من الشعر والملابس والدم والأنسجة وعينات من البول. والسؤال هنا كيف يمكن إجراء هذا الفحص على العناصر المذكورة لإثبات وجود السارين فيها؟

إنّ فحص مستويات أنزيم الكُولِينِسْتيراز(‎ (cholinesteraseفي العيّنات أثناء الفحوص المخبرية سيشير إلى وجود عوامل الأعصاب.

في حال اُكتشف السارين في عينات من الشعر والبول ألا يدلّ هذا على انحلال كميات صغيرة وغير قاتلة منه خلال مدة ما؟

ليس بالضرورة، فقد يكون هذا دليل على أنّ الشخص تعرّض لمقدار صغير فقط بغض النظر عن وقت حدوث الإصابة.

في حال وجود السارين على الملابس فما مدى خطورة ملامستها بدون ارتداء الملابس الواقية؟

يعتمد هذا كثيراً على كمية السارين الموجودة على الملابس وعلى جودته وعمره الزمني. لكن لا بدّ هنا من التحذير بأن التعرض للسارين قد يكون له أثر تراكميّ وقد تحدث الإصابة أو الوفاة عند التعرض لمستويات منخفضة من التلوث. وأفضل نصيحة هنا هي أن نحمي أنفسنا في جميع الأوقات.

هل يمكن لمواد أخرى أن تعطي نتائج فحص كاذبة تدلّ على وجود السارين؟

هذا مُستبعد في عصرنا الحالي فقد أصبحنا نملك المعدّات والأجهزة الحديثة التي باستطاعتها قياس مستويات تبلغ جزء واحد من أصل مليون أو من أصل تريليون. كما أجريَتْ بعض الفحوصات في مختبر بورتون داون (Porton Down) ونظيراته في الولايات المتحدة وفرنسا حيث لا يمكنها أن تخطئ في فحص من هذا النوع.

في حال الاشتباه بوقوع هجوم بالسارين فكيف ينبغي التعامل مع الضحايا وما التدابير الواجب اتخاذها؟

في هذه الحالة يجب فرز الضحايا كلّ حسب درجة إصابته ولا بدّ من معالجتهم وفقاً لوضعهم الصحي، وينبغي على الطاقم الطبي أن يحموا أنفسهم في كل الأوقات لكيلا يتحولوا إلى ضحايا السارين، فتعرُّض أفراد الطواقم الطبية للإصابة أثناء هجوم نفق طوكيو كان سببه عدم ارتداءهم الملابس الواقية.

في حال لم تتّخذ مثل هذه الإجراءات والتدابير فما الذي قد يحصل للأشخاص الذين يلامسون الضحايا؟

قد يتعرضون للإصابة بالسارين بدرجات متفاوتة.

كم يحتاج السارين من الوقت ليصبح غير مؤذ ولكي يتبدد ويتلاشى؟ وهل يستغرق ذلك دقائق أم ساعات أم أسابيع؟

يعتمد هذا على عوامل كثيرة إلا أنه سيصبح عديم الأذى خلال فترة زمنية قصيرة تبلغ ساعات وليس أياماً. والسارين بطبيعته عامل متطاير وسريع الزوال وأخفّ من الهواء ولذلك فإنه يتبدّد بسرعة وينتشر ويعتمد هذا على درجة الحرارة والرطوبة ... الخ. وعادة ما تكون تأثيرات السارين القاتلة قصيرة العمر ويمكن لبقاياه أن تبقى في التربة أو الملابس لعدة أسابيع. إنّ آثار غاز الخردل وهو عامل مشكلّ للفقاعات الجلدية ماتزال موجودة في مدينة حلبجة العراقية بعد مضي 25 عام على الهجوم.

سراقب

ربما كان الهجوم الذي استهدف سراقب هو الأكثر توثيقاً والذي قيل أنّ أسلحة كيماوية استخدمت فيه، وتحدّثت تقارير عن قيام مروحيات بإسقاط صناديق بداخلها علب مملوءة بمسحوق أبيض مائل إلى السُمرة، وأنّ هذه العلب سَقطت على موقعين أحدهما قرب طريق حيث لم يُبلّغ عن وقوع ضحايا، والعلبة الأخرى سقطت في فناء منزل تسكنه أسرةكما وَرد في التقارير أنّ أحد أفراد الأسرة دخل إلى الفناء مباشرة بعد الهجوم وانهار على الفور وفارق الحياة في وقت لاحقوبعد دخول الضحية الأولى للفناء بوقت قصير دخل مزيد من أفراد الأسرة إلى الفناء ذاته وأصيبوا بالإعياء حيث ذكرت تقارير إصابة ما بين 11 إلى 13 شخص إضافةً إلى الشخص الذي توفي والذي سبق ذكرهوقد التُقط شريط بعد الهجوم بفترة قصيرة وذلك قرب الطريق الذي استُهدف بالهجوم ويظهر في الشريط أطفال يلعبون قرب ما تبقّى من المسحوق الأبيض المائل إلى السمرة ولم يظهر عليهم آثار إصابة بالعامل الكيماوي.

والسؤال هو هل سيكون هذا السيناريو مطابقاً لما تتوقعُ أن يحدث في حال استُخدم السارين في الهجوم؟ 

لا يحدث هذا عادة، وعادة ما يتمّ إطلاق السارين عن طريق ذخائر تسقط من الجو أو عن طريق قذائف المدفعية ممّا يؤدي إلى سقوط عدد كبير جداً من الضحايا كما حدث في حلبجة لكن عندما فُحصت العيّنات التي أخِذتْ من سراقب للتحقق من وجود السارين فيها كانت نتيجة الفحص إيجابية ممّا يوحي بأنّ كميات صغيرة جداً من السارين وضِعَت داخل هذه العُلب، وربما كان هذا السارين ذو جودة منخفضة وهو ما يفسّر عدد الضحايا المنخفض نسبياً. أؤكّد أن السارين لم يستخدم هنا بالطريقة الأمثل لكن أعتقد أنه حقق الهدف الذي سعى إليه من نفّذ الهجوم وهو إرباك المجتمع الدولي والاستهزاء به.

ما مدى احتمال أن يُصاب الطاقم الطبي بالتلوث بالسارين في حال استخدم هذا العامل الكيماوي في الهجوم حيث ظهر في الأشرطة المصوّرة أنّ هذه الطواقم لا ترتدِ ملابس واقية، وكم من الوقت سيمرّ قبل أن يُصاب هؤلاء؟

سيكون الطاقم الطبي عرضة للإصابة إن لم يرتدِ الملابس الواقية وإن مستويات الإصابة ستكون منخفضة لكن كما ذكرنا سابقاً يمكن للتأثيرات المتراكمة أن تسبب الوفاة أو الإصابة، وإن نقص الملابس الواقية والتدريب هو أحد دواعي القلق لدى المنظمات غير الحكومية والمنظمات الخيرية التي تعمل في المجال الطبّي في سوريا.

يظهر في شريط مصوّر سيارة متوقفة وبداخلها ضحية واحدة على الأقل. لو كان هذا هجوماً بالسارين فما مدى احتمال أن تتلوث السيارة من الداخل؟ وفي حال كانت الضحية داخل السيارة مصابةّ بالسارين فهل يؤثّر ذلك على الركاب الأخرين؟

أن تلوّث السيارة من الداخل بالسارين هو أمر محتمل حدوثه لكن مستوى التلوّث يكون منخفضاً ويمكن للركاب الآخرين في السيارة أن يصابوا بدرجات متفاوتة إلا أنه من الصعب الجزم بوقوع الإصابة من خلال الصور والفيديو فقط.

أفترض البعض أنّ مزيجاً مخففاً من السارين ومواد أخرى قد استُخدمت في الهجوم. في حال صحّ ذلك فهل ستتغيرّ أجوبتك السابقة تغيّراً كبيراً؟

إنّ موضوع التخفيف المتعمّد للسارين أو مزجه مع مواد أخرى لن يحقق النتيجة ذاتها في حال استخدم السارين بمفرده وسيكون من الصعب التنبؤ بفاعليته وتأثيره. وكلّما انخفضت نقاوة السارين كلّما أصبح أقلّ فتكاً وبالتالي لن تتغيّر أجوبتي على أسئلتك السابقة. ربما استُخدم سارين أقل فتكاً لكن يستحيل تحديد ما إذا كان ذلك حدث عن طريق القصد أم عن طريق الصدفة.

العلب التي عُثر عليها في موقعي الهجومين مطابقة للعلب التي عُثر عليها بعد هجوم استهدف حي الشيخ مقصود في حلب، حيث زُعم أنها ألقِيَت من مروحية وانتشرت صور تظهر فيها بقايا العلب مغطاة بمسحوق أبيض مائل للسُمرة.

وتمّ تصوير عُلبٍ في مخزن للأسلحة قيل أنّ المعارضة المسلّحة غًنِمتها من الجيش النظامي حيث كانت هذه العلب مطابقة من حيث التصميم للعلب المذكورة سابقاً. وقد أطلعَ صحفي يعمل في سوريا عدّة مجموعات مسلحة على صورة لهذه العلبة حيث قالت كثير من هذه المجموعات أنها سبق وشاهدتها في حوزة مقاتلي المعارضة الذين قالوا إنهم غَنموها من الجيش النظامي. والتُقطت صور لنوع آخر من القنابل لها الصاعق ذاته وقِيل للمصور أنّها قنبلة دخانية عادية.

ونُشر شريط التُقط في سراقب خلال الهجوم ويظهر فيه ما قيل أنّها عبوات تتساقط من السماء ويظهر في الشريط هذه العلب وهي تطلق دخاناً أو غازاً أبيضاً، كما كانت تُصدر ضوءً، ويبدو في الشريط أن العلب تحمل علامات ضرر ناتج عن الحرارة حول فتحات ممتدة على طول جسم العلبة.

لو أخذنا بعين الاعتبار المعلومات الكثيرة التي تمّ جمعها بخصوص هذه القنابل (العلب)، فهل هناك احتمال أنها احتوت على السارين؟

أعتقد أنّ العلب المذكورة احتوت على الفوسفور أو أنها حقاً قنابل دخانية لكن لا أستبعد احتوائها على السارين.

هل من الممكن احتواء هذه القنابل على مادة أخرى قادرة على أن تسبّب الأعراض التي ظهرت على ضحايا الهجوم؟

ربما احتوت على الفوسفات العضوية (المبيدات الحشرية) التي لها نفس التركيبة الكيماوية لعوامل لأعصاب لكنها أقل سُميّة وتنطبق على الفرضيّة التي طَرحْتها في سؤالك، إلا أنّ حكومات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أعلنت اكتشافها لآثار السارين في عيّنات من موقعَي الهجومين في بلدة سراقب وهذه المعلومات هي أفضل ما لدينا حالياً.

هل يمكن لأحد هذه المواد إعطاء نتيجة فحص إيجابية كاذبة عن بوجود السارين؟

من المستبعد جداً أن يعطي الفحص نتيجة إيجابية كاذبة بوجود السارين، فالفحوص المخبرية على العيّنات البيولوجية بالغة التعقيد وأكرر هنا أن أنظمة الكشف والتحديد والمراقبة المستخدمة في عصرنا هذا هي أنظمة يمكن الاعتماد عليها والوثوق بنتائجها.

هل من المعقول أن محتويات هذه القنبلة كانت قد أفرِغتْ واستُبدلت بالسارين؟

هذا ممكن لكنني لست متأكداً أنه أمر معقول لأن هذا القيام به سيكون أمراً غريباً وسيشكّل خطراً كبيراً على من يقوم بمثل هذه الخطوة. لكن الحرب في سوريا لا حدود لفظاعتها و وحشيّتها ويمكن لأبسط الأمور أن تسبب لنا الدهشة.

خان العسل 

زعمت الحكومة الروسية بأن المعارضة السورية تقف وراء الهجوم الذي استهدف بلدة خان العسل مستخدمةً صاروخاً محلي الصنع يحمل شحنة من السارين.

باعتقادك كيف يتم تثبيت رأس كيماوي حربي بصاروخ محليّ الصنع؟

هذا السيناريو مُستبعد تماماً، لأنه عندما يتم إطلاق السارين بواسطة مقذوف فإن عامل الأعصاب هذا يمتزج في الهواء ويكون الرأس الحربي مصمّماً لإطلاق شحنته المتفجرة عند ارتفاع معيّن أو عندما يرتطم بالأرض، وأستبعدُ أن تمتلك المعارضة السورية إمكانية الوصول إلى هذا المستوى من التعقيد وأعتقد أنه لا يمكن لصاروخ محلي الصنع أن يحمل رأساً حربياً محشواً بالسارين.

فيما يتعلّق بأدعاء الحكومة الروسية أنّ صاروخاً محلي الصنع استُخدم في الهجوم، فما هي الطريقة الأمثل لإطلاق السارين وجعله ينتشر حال وصول الصاروخ إلى هدفه؟

لو ثبُتت هذه المزاعم فإن السلاح سيكون له الفعاليّة والتأثير ذاته سواءً حصل الانفجار في الجو أو في الأرض، ولا بدّ لعدد من العوامل أن تُؤخذ بعين الاعتبار قبل اختيار مكان حدوث الانفجار، وتشمل هذه العوامل الظروف المناخية وطبيعة الهدف.

من المرجّح جداً أن يُصاب الطاقم الطبي في المستشفى أثناء معالجة الضحايا وعندها سيكون مستوى إصابة الطاقم الطبي مُحدّداً بمستوى الإصابة التي تعرضت لها الضحية.

No comments:

Post a Comment