Saturday 15 June 2013

السلاح الغامض-هل يصنع الجيش السوري الصواريخ محليا؟

خلال متابعتي للأسلحة المستخدمة في الحرب في سورية صادفتُ أحياناً أنواعاً من الأسلحة والذخائر التي لم تنفجر ولم أستطع حينها تحديد نوعها بسبب الضرر الكبير الذي لحق بها أو بسبب رداءة الصور الملتقطة لها أو بسبب شكلها الغريب وغير المألوف. والشريط التالي الذي التقط في مدينة "داريا" الواقعة في الجنوب الغربي من العاصمة دمشق في الرابع من شهر كانون الثاني/يناير 2013 يُظهر ما يمكن تصنيفه بأنه سلاح غريب وغير مألوف.

يظهر في الشريط نوع من الصواريخ وقد انغرس في الأرض ويُعتقد أن القوات الحكومية السورية هي من أطلقته، والغريب في الأمر أن هذا الصاروخ لا يشبه أيّ صاروخ أعرف تصميمه وشكله ومن المحتمل أنه محلي الصنع. وبلا شك لا ينطبق تصميمه وشكله على الصواريخ المحلية الصنع التي تستخدمها المعارضة وقد دفعني هذا للاعتقاد بـأنه قطعة خردة.

بعد مرور ستة أشهر بُثّ هذا الشريط التي التقط في بلدة "عدرا" الواقعة شمال شرقي دمشق ويظهر فيه ما قيل إنه صاروخ "كيماوي".



يبدو أن هذا الصاروخ له نفس شكل وتصميم الصاروخ الذي يظهر في الشريط الملتقط في شهر كانون الثاني/يناير في مدينة "داريا" وسأشرح كيف توصلتُ لهذا الاستنتاج الذي بنيتهُ على مروحية الذيل الخاصة بالصاروخ والظاهرة في الأسفل.


الشريط الملتقط في كانون الثاني/يناير

الشريط الملتقط في شهر حزيران/يونيو
إن الاختلاف الوحيد بينهما هو أن حلقة الذيل ينقصها قطعة أو قسم في الشريط الملتقط في حزيران/يونيو لكن قد يقف الضرر الذي لحق بالصاروخ وراء فقدان هذا القسم. ستلاحظون أن مراوح الذيل قد تمّ لحمها وتثبيتها بهيكل الصاروخ بالطريقة ذاتها في كلا الصاروخين وأنه قد تم قصّها بزاوية قائمة وهي طريقة غير مألوفة في تثبيت مراوح الذيل. في الصورة التي في الأسفل قمتُ بأخذ صورة لمروحة الذيل من كلا الشريطين المصورين ووضعت الصورتين جنباً إلى جنب لكي أستطيع مقارنة طول مروحة الذيل بطول حلقة الذيل.


لابدّ من التنويه بأن النصف الأسفل قد تمّ تصويره والزاوية منحرفة باتجاه الكاميرا ولهذا السبب يبدو بأنه أطول قليلاً من النصف الأعلى، وما يؤكد على التطابق بين الصورتين هو أن قاعدتي مروحة الذيل متساويتين في الطول. ولكي أوضّح أكثر قمت بإضافة صورة أخرى وأضفت لها خطوطاً توضيحية باللون الأحمر.


مما سبق نرى أن لكلا الصاروخين أبعاداً متساوية وهذا التشابه هو ليس الوحيد بينهما ففي كلا الشريطين نرى أن محرك الصاروخ هو ذاته في كلا الصاروخين.

الشريط الملتقط في كانون الثاني/يناير

الشريط الملتقط في شهر حزيران/يونيو
ستلاحظون أيضاُ في الصور السابقة أن الشريط الملتقط في كانون الثاني يظهر فيه برغي (أو مسمار ملولب) بين مراوح الذيل، وفي نفس موقع هذا البرغي نرى فتحة في الصاروخ الظاهر في الشريط الملتقط في حزيران مما يوحي بأن هذه الفتحة قد صُممت لبرغي من نفس النوع أو الحجم.

يبدو واضحاً أن هذين الصاروخين لهما نفس التصميم أو الشكل لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما هو نوعها بالضبط؟ فهذا الصاروخ لا يشبه أيّ صاروخ قد سبق وشاهدته ممّا يوحي بأنه صاروخ محلي الصنع لم يسبِق وأن رآه أحد من قبل، ويدفعني التشابه الكبير بينهما للاعتقاد بأنهما صاروخ واحد قد تم تصويره مرتين بعد الحاق المزيد من الضرر إليه لكن حتى اللحظة يظلّ هذا الصاروخ صاروخاً غامضاُ.

تابعوا مدوّنة Brown Moses على تويترbrown_moses@ باللغة الإنكليزية و brown_mosesAR@ باللغة العربية

Thursday 13 June 2013

تحديد نوع الصواريخ المستخدمة في الهجوم على بلدة عرسال اللبنانية

وردت تقارير في وقت سابق من هذا اليوم تفيد بأن مروحية عسكرية سورية أطلقت ما بين خمسة إلى ستة صواريخ على بلدة عرسال اللنانية وهي بلدة تقطنها غالبية من المسلمين السنّة. وقد أوردت محطة LBC اللبنانية ما يلي:
أصدرت قيادة الجيش في يوم الأربعاء بياناً أعلنت فيه اختراق مروحية عسكرية سورية للمجال الجوي اللبناني فوق بلدة عرسال وأنها أطلقت ستة صواريخ على ساحة البلدة ما أدى إلى جرح شخص واحد.
وورد في التفاصيل إصابة المواطن محمد أحمد البريدي إثر هجوم صاروخي شنته مروحية عسكرية سورية على بلدة عرسال. ووفق لتقرير أعده مراسل قناة LBC فقد استهدفت الصواريخ مركز البلدة الواقع قرب مبنى البلدية.
وقد تلقيتُ صوراً لبقايا الصواريخ المستخدمة التي تم جمعها من الموقع المستهدف.




من السهل التعرف على الصواريخ المستخدمة في الهجوم خصوصاً أن الصورة الأولى تقدم بعض المعلومات المفيدة، ففي السطر الأخير في الصورة لدينا كلمة V-5KP1 بعد تحويلها من الأحرف السيريلية (وهي الأبجدية المستخدمة في كتابة اللغة الروسية)، وتشير هذه الكلمة إلى نوع الصاعق المستخدم هنا والظاهر في الصورة. وتدخل هذه الصواعق في صناعة الصواريخ من نوع S-5وS-8 التي يمكن إطلاقها من قاذفات يمكن تثبيتها على المروحيات والطائرات المقاتلة.

لدينا في الصورة الثانية لقطة واضحة لمحرّك الصاروخ الذي يشير بشكل لا يدع مجالاً للشك بأن هذا الصاروخ هو من نوع S-8. أما الصاروخ من نوع S-5 فهو ذو شكل مختلف تماماً كما هو واضح في الصورة التالية:



تُظهر الصورة الثالثة ما تبقى من الرأس الحربي وتَظهر الحشوة المتفجرة بوضوح داخل السلسلة المتشظية التي بدورها تظهر واضحةً في صورة الصاروخ من نوع S-8.


وأعتقد بأن الحرفين "K-O" الظاهرين في الصورة الأولى يشيران إلى أن الصاروخ S-8 هو صاروخ حراري يطلق عليه تسمية Frag وهي اختصار لعبارة " المتشظي المضاد للدبابات شديد الانفجار". ولدينا هنا معلومات مفصّلة باللغة الإنكليزية عن صاروخ S-8.

تابعوا مدوّنة Brown Moses على تويترbrown_moses@ باللغة الإنكليزية و brown_mosesAR@ باللغة العربية

Monday 10 June 2013

تقارير تفيد بأن العربة الإسرائيلية التي استولى عليها الجيش السوري النظامي من قوات المعارضة قد ظهرت من جديد في بلدة القصير

ورد في عدد من التقارير التي بثها التلفزيون السوري واللبناني أواخر الشهر الماضي (أيار/مايو) أن القوات النظامية استولت على عربة عسكرية كانت بيد قوات المعارضة على أطراف بلدة القصير، وتزعم هذه التقارير بأن هذه العربة إسرائيلية وهذا شريط مصور لها:


توضح الصورة التالية أن هذه العربات كُتب عليها الحروف الأولى لعبارة "خدمةالسجون الإسرائيلية".


وقد قال المتحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية لصحيفة التايمز الإسرائيلية بأن " هذه العربة تعود إلى جيش جنوب لبنان المنحل وذلك استناداً إلى رقم العربة الظاهر في الشريط وأن العربة قد وُضعت خارج الخدمة منذ أكثر من عقد من الزمن"، وأضاف المتحدث أن هذه التقارير هي "محض دعاية وحرب إعلامية".

ويظهر في بعض الصور التي التقطت في بلدة القصير بعد سقوطها بأيدي النظام مؤخراً عناوين مثل " القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد تستقل عربة عسكرية في بلدة القصير الحدودية بعد أن سيطروا عليها في الخامس من حزيران سنة 2013 بمساعدة حزب الله حليفه اللبناني، موجهين بذلك ضربة موجعة لقوات المعارضة التي تحاول الإطاحة بنظام بشار الأسد".


يبدو لي أن هذه النوع من العربات هو ذات نوع العربة التي قال الجيش النظامي أنه استولى عليها في شهر أيار/مايو لكنني حينها اكتشفت شيئاً آخر، وها هي لوحة العربة التي شاهدناها في الشريط السابق:


وها هي لوحة العربة التي اُستولي عليها في شهر أيار/مايو


يبدو جلياً أن كلا اللوحتين تحملان الرقم 669491 ويوحي هذا بأن العربة ذاتها تظهر في كلا الشريطين وهذا يدفعنا للتساؤل عمّا إذا كان حزب الله اللبناني قد استولى على هذه العربة من جنوب لبنان واستخدمها هنا لأغراض دعائية، ولا بد من التنويه هنا أن ما سبق يشكك في الصور التي بثها التلفزيون السوري وبعض المحطات اللبنانية الموالية لأسلحة قالو إنهم عثروا عليها في بلدة القصير بعد انسحاب مقاتلي المعارضة منها.

تابعوا مدوّنة Brown Moses على تويترbrown_moses@ باللغة الإنكليزية و brown_mosesAR@ باللغة العربية

Saturday 8 June 2013

القنابل العنقودية المستخدمة في الحرب الأهلية في سورية

استعمل النظام السوري تدريجياً عدة أنواع من الذخائر العنقودية على مدار السنة الماضية وقد وثّق الناشطون أول استعمال لهذه الذخائر في شهر تموز/يوليو سنة 2012، وشهد شهر تشرين الأول /أكتوبر من نفس السنة تصعيداً كبيراً في استخدامها، ويفصّل المنشور التالي الذخائر العنقودية التي رصد الناشطون استعمالها في الصراع الدائر في سورية.

والذخائر العنقودية هي قنابل صغيرة يتم وضعها داخل قنبلة أكبر حجماً ويمكن إطلاق هذه القنبلة من الطائرات الحربية أو من راجمات الصواريخ، وبعد سقوط هذه القنبلة على الأرض تنطلق منها الذخائر العنقودية أو القنابل الصغيرة فتتبعثر في مساحة واسعة وبأعداد كبيرة وقد لا تنفجر جميعها لحظة سقوطها مما يجعلها مصدر خطر على كل من يقترب منها أو يلامسها. وهناك عدة أنواع من الذخائر العنقودية (أو القنابل الصغيرة) التي تُزوّد بها هذه القنابل ولقد وثّق الناشطون في سوريا استعمال الأنواع التالية:

AO-1Sch


يُظهر الشريط التالي أول توثيق لاستعمال الذخائر العنقودية في الحرب ويطلق على هذه الذخائر تسمية AO-1Sch، وقد صُور هذا الشريط في شهر تموز/يوليو سنة 2012، وحتى شهر تشرين الثاني/أكتوبر من عام 2012 كان هذا النوع من القنابل العنقودية أحد نوعين استخدمهما الجيش النظامي السوري.

يعود أصل هذه القنبلة إلى الاتحاد السوفييتي السابق، ويرمز الحرفان AO إلى Aviatsionnaya oskolochnaya والتي تعني حرفياً " شظايا الطائرة" وهي قنابل صغيرة مضادة للأفراد يتم إسقاطها من الطائرات على شكل قنبلة عنقودية من نوع RBK-250/RBK-250-275 تحوي في داخلها 150 قنبلة صغيرة من نوع AO-1Sch. يعود تاريخ صنع هذه الذخائر إلى سبعينات وبداية ثمانينات القرن الماضي لكن هناك بضع أمثلة منها تعود لأواخر الثمانينات. وقد تم العثور على أعداد كبيرة من هذه الذخائر العنقودية الي لم تنفجر بعد ويمكن أن نعزو سبب عدم انفجارها إلى مضي فترة طويلة على صنعها وإلى تدهور حالة الصواعق التي يدخل الزئبق في صنعها.

وبعد ظهورها الوحيد في شهر تموز/يوليو سنة 2012 عادت هذه الذخائر العنقودية إلى الظهور في شهر تشرين الأول/أكتوبر في العام ذاته بعد أن نشر ناشطون صوراً كثيرة من مختلف أنحاء سورية لذخائر عنقودية لم تنفجر، وقد نُشرت هذه الصور بعد مضي فترة قصيرة من إغلاق الطريق السريع الذي يمر في محافظة إدلب جراء القتال المحتدم فيها ولا يُستبعد أن يكون التصعيد في استعمالها قد جاء كرد من النظام السوري على قطع هذا الطريق الرئيسي.

PTAB-2.5m


يشبه كثيراً هذا النوع من الذخائر النوع الذي سبق ذكره (AO-1Sch) ويعود تاريخ صنعه إلى الحقبة السوفييتية ويتم إلقاؤها على شكل ثلاثين مجموعة محشوة داخل قنبلة عنقودية من نوع RBK-250/RBK-250/275 وهذه الذخائر أكبر من سابقتها AO-1Sch وتستخدم بشكل أساسي كمضاد للمركبات.

يُظهر الشريط السابق استخدام هذه النوع من القنابل في مدينة البوكمال الواقعة قرب الحدود السورية العراقية في شهر آب/أغسطس عام 2012 وتُعتبر مثالاً جيداً على طريقة التعامل مع الذخائر العنقودية الغير منفجرة التي تكرر استعمالها في الحرب الدائرة في سوريا، إلا أن مشكلة الذخائر الغير منفجرة هو صعوبة تحديد ما إذا كان من الآمن التعامل معها أم لا إذ أنها قد تنفجر في أية لحظة.

وقد وثّق الناشطون استعمال هذا النوع من الذخائر العنقودية مرة واحدة في شهر آب/أغسطس من عام 2012 وبعد ذلك التاريخ بدأ استعمالها يشمل كافة أنحاء البلاد منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2012. ومثلها مثل الذخائر العنقودية من نوع AO-1Sch تعتبر هذه الذخائر من الأنواع الأكثر استخداما في الصراع الدائر وقد نشر الناشطون مئات الأشرطة المصورة التي تبين ذلك.

ZAB 2.5


في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2012 ظهر نوع جيد من الذخائر العنقودية التي يطلق عليها تسمية ZAB 2.5 وهي ذخائر عنقودية حارقة كانت تصنع في الاتحاد السوفييتي السابق ويتم تعبئتها في قنابل عنقودية من نوع RBK-250/RBK-250-275، وقد صُممت هذه الذخائر لتدمير الدعائم الاسمنتية والمستودعات والأبنية العسكرية الأخرى.

غالباً ما يوصف هذا النوع من الذخائر بالفوسفور الأبيض لكنها في الحقيقة أسلحة تعتمد على مادة الثيرميت (وهو مركب ناري متفجر يتألف من وقود/بارود معدني وعامل مؤكسد ويطلق درجة حرارة عالية جداً عند انفجاره) وهي مادة من الصعب جداً إطفاؤها بعد أن تشتعل. وكل قنبلة عنقودية تحتوي على ثلاثة أنواع من هذه الذخائر وإن نوعين من هذه الثلاثة يحويان حشوة متفجرة تنفجر بعد اشتعالها بوقت لا بأس به وهذا لا يشجع الشخص الذي ينوي الاقتراب على محاولة إخمادها بعد أن تشتعل خاصةً أنها تقذف مادة الثيرميت المشتعلة في مساحة واسعة حولها.

إن هذا النوع من الذخائر العنقودية يحتل المرتبة الثالثة من حيث استخدامه في الحرب الدائرة في سورية بعد الذخائر من نوع After AO-1 وPTAB-2.5m والتي سبق شرحهما.

Sakr


بدأ الناشطون في شهر كانون أول/ديسمبر من عام 2012 بنشر صور لصواريخ ذات عيار 122 مم التي تطلقها راجمات الصواريخ المتعددة من نوع غراد BM-21، والصاروخ الذي نفصّله هنا هو صاروخ يدعى صخر Sakr 18/Sakr 36 وهو مصري الصنع ويتم تذخيره بذخائر عنقودية وهو قادر على حمل 72 أو 98 قنبلة صغيرة على التوالي.

يظهر في الشريط السابق كلاَ من الصاروخ والذخيرة التي تملؤه (الحشوة) وما يميز هذا الصاروخ هو شريط أبيض قد أُرفق به. بعد أن يطلق الصاروخ ما بداخله من قنابل صغيرة تتسبب هذه الشرائط بدوران القنابل الصغيرة أثناء هبوطها إلى الأرض وفي نفس الوقت أيضاُ تتسبب في نزع مسمار الأمان الخاص بالقنبلة، لكن هذا قد لا يحدث أحياناً فتستقر القنبلة العنقودية على الأرض من دون أن تنفجر وعندما يقترب أحد منها ويرى الشريط الأبيض فإذا حاول شدّه تنفجر القنبلة على الفور وتقتل كل من حولها.

ما يزال هذا النوع من القنابل العنقودية يستخدم في الصراع الدائر لكن على نطاق أضيق من استخدام الأنواع السابقة.

ShOAB-0.5


في شهر آذار من عام 2013 ظهر نوع جديد من الذخائر العنقودية وهو ShOAB-0.5 ويعود تاريخ صنعه إلى الحقبة السوفييتية لكنه يختلف عن سابقاته بأنه يُطلق من قنابل عنقودية أكبر حجماً ويطلق عليها تسمية RBK-500 وهذا النوع هو نسخة عن القنابل العنقودية الأمريكية BLU-26 وكل قنبلة عنقودية من نوع RBK-500 تحوي في داخلها المئات من القنابل الصغيرة التي بدورها تحمل المئات من الكرات المعدنية (أو ما يطلق عليه الرومانات) وكل ذلك يشكل سلاحاً فتاكاً ضد الأفراد. حتى اللحظة بث الناشطون على شبكة الإنترنت عدداً قليلاً من الصور التي تثبت استخدام هذا النوع من القنابل العنقودية.

PTAB-2.5KO


وثّق الناشطون حالةً واحدة اُستخدم فيها هذا النوع السادس من القنابل العنقودية في شهر آذار/مارس عام 2013 ويختلف هذا النوع من القنابل عن الأنواع الأخرى التي تطلقها الطائرات حيث يتم حمل هذه القنابل الصغيرة في حاويات ثم تُطلق على دفعات مما يسمح بإسقاطها في خطوط طويلة وهذه طريقة مثالية ومناسبة لمهاجمة القوافل والأرتال، وحتى اللحظة لم يبث الناشطون صوراً لهذا النوع من القنابل غير تلك التي يعود تاريخها إلى شهر آذار/مارس.

AO-2.5RT


ظهر هذا النوع من القنابل العنقودية في شهر حزيران عام 2013 في بلدة "حربنفسه" الواقعة في محافظة حماه ويمكن إطلاق هذه الذخائر العنقودية من قنابل RBK كما هو الحال بالنسبة للنوعين PTAB 2.5m وAO-1Sch ويمكن إطلاقها أيضاً من داخل حاويات القنابل من نوع KMGU/KMGU-2 كما هو الحال بالنسبة للقنابل الصغيرة من نوع PTAB 2.5KO. حتى اللحظة تم رصد حالة واحدة استخدم فيها هذا النوع من الذخائر العنقودية

تابعوا مدوّنة Brown Moses على تويترbrown_moses@ باللغة الإنكليزية و brown_mosesAR@ باللغة العربية

Thursday 6 June 2013

الأسلحة المحلية الصنع في سورية – مدفع جهنم

خلال الحرب الدائرة في سورية ظَهرت عدة أنواع من الأسلحة التي تُصنع محلياً كالمنجنيق الذي ظهر في بداية الصراع وقاذفات القنابل التي ظهرت في فترة لاحقة.

وقد ظهر مؤخراً سلاح جديد يتمتع بمستوى مختلف من القوة النارية مقارنةً بغالبية الأسلحة المصنعة محلياً والتي تم رصدها حتى الآن.


مجموعة أحرار الشمال التي صنعت هذا السلاح أطلقت عليه تسمية "مدفع جهنم"، (ويُجدر بنا هنا تمييزها عن مجموعة أحرار الشام) ويبدو أنهم كمن يتباهى به لدرجة أنهم يشرحون هنا مواصفاته.


نلاحظ هنا أن المقذوف عبارة عن أسطوانة غاز منزلية مما يجعل من هذا المدفع السلاح الأقوى والأكثر فاعلية بين الأسلحة المصنّعة محلياً والتي استعملت في الحرب حتى هذه اللحظة، وأيضاً لا يصنّف هذا المدفع من ضمن العبوات الناسفة. وقد صوّرت مجموعة أحرار الشمال شريطاً ترويجياً يظهر فيه المدفع وهو قيد الصنع.


نرى في الشريط مقطعاً قصيراً حيث يتم تصنيع الحشوة المتفجرة لوضعها في أسطوانة الغاز وأيضاً نرى صوراً واضحة لأحد مكونات الحشوة وهي نسبة 33% من سماد نترات الأمونيوم الذي غالباً ما يستعمل في المتفجرات الشديدة الانفجار والتي تًصنع محلياً.


لكن يبدو أن هناك أكثر من نسخة واحدة من هذا المدفع ويظهر في الصورة في الأسفل نسختان منه على الأقل.



نلاحظ أنه يوجد في مؤخر المدفع موقعين تنطلق منهما القذائف محلية الصنع، ويقول مصنّعو المدفع أنهم أطلقوا على هذه القذائف تسمية "روهينغا" وهي اسم الأقلية المسلمة التي تتعرض للاضطهاد في ميانمار.

من الوهلة الأولى قد يلفت "مدفع جهنم" الانتباه، لكنه في الحقيقة يثبت فعاليته وجدارته فقط عندما يستعمل في ميدان المعركة وقد ظهر هذا السلاح وهو يطلق القذائف في أشرطة مصورة التقطت أثناء المعارك التي دارت في معسكر الشبيبة ومعمل القرميد في محافظة إدلب (يمكنك الاطلاع على مزيد من التفاصيل في مقال لصحيفة النيويورك تايمز باللغة الإنكليزية). أظهر شريط مصور نُشر حديثاً سيطرة مقاتلي المعارضة على معسكر الشبيبة وبالتالي فإن التركيز سينصب الآن على هذا المدفع في معركة معمل القرميد.

تابعوا مدوّنة Brown Moses على تويترbrown_moses@ باللغة الإنكليزية و brown_mosesAR@ باللغة العربية

Wednesday 5 June 2013

أدلة على خرق إيران للحظر المفروض عليها وقيامها بتهريب الأسلحة للنظام السوري

اتُهمت إيران في الأسابيع الماضية بأنها تقوم بخرق الحظر الذي فرضه مجلس الأمن على صادراتها من السلاح وأنها ترسل الأسلحة إلى سوريا.

وقد قدّمت هيئة مؤلفة من خبراء في مراقبة العقوبات تقريراً إلى لجنة العقوبات الخاصة بإيران والتابعة إلى مجلس الأمن ووَرد في التقرير أن الهيئة المذكورة حققت في ثلاث شحنات كبيرة وغير قانونية قامت إيران بتصديرها في السنة الماضية.

وأضاف التقرير: "لقد استمرت إيران في تحديها للمجتمع الدولي من خلال إرسالها لثلاث شحنات من الأسلحة بطريقة مخالفة للقانون، وقد أرسلت شحنتان من أصل الشحنات الثلاثة إلى سوريا كما هو الحال في معظم الشحنات التي حققت الهيئة في أمرها أثناء التفويض الذي حصلت عليه في المرة السابقة مما يؤكد بأن سورية هي المستورد الرئيسي لشحنات الأسلحة الإيرانية".

يبيّن الشريط التالي أحد الأدلة النادرة التي تثبت هذه الاتهامات وقد صُور الشريط في بلدة عقربا الواقعة في الغوطة الشرقية جنوب شرق العاصمة السورية دمشق



نرى هنا صاروخاً لم ينفجر من عيار 107 مم ويُطلق هذا الصاروخ من راجمة الصواريخ المتعددة من نوع 63 وهو نظام راجمات يستعمله كلا طرفي الصراع على نحو واسع وتقول المعارضة في الشريط أن القوات الحكومية هي من أطلقت هذا الصاروخ الذي يظهر هنا بحالة سليمة تماماً.

تصنّع عدد من الدول صواريخ ذات العيار 107 مم إلا أن الكتابة الظاهرة على الصاروخ الذي يظهر في الشريط تشير بقوة إلى أنه من تصنع إيراني. مما يلي هي صور مرجعية لهذا الصاروخ المصنوع في الصين وإيران.

صاروخ صيني الصنع عيار 107 مم (المصدر)

(صاروخ صيني الصنع عيار 107 مم (المصدر
صاروخ إيراني الصنع عيار 107 مم (المصدر)

(صاروخ إيراني الصنع عيار 107 مم (المصدر
لاحظ لون الصاروخ والكتابة المطبوعة عليه، ولدينا هنا الصاروخ الذي يظهر في الشريط المذكور






يبدو جلياً أن الصاروخ الظاهر في الشريط يطابق تماماً الصواريخ الإيرانية من حيث اللون والكتابة ولكن الأهم هنا هو تاريخ صنع الصاروخ والذي يمكننا رؤيته بوضوح في هذه اللقطة


نشاهد في شريط آخر أحد مواقع الجيش النظامي التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة مؤخراً، وفي الثانية الثمانين (1:20) من الشريط نشاهد بوضوح تاريخ الصنع على أحد صناديق الذخيرة



يحتوي هذا الصندوق على قذيفتي هاون من عيار 120 مم ويعود تاريخ صنعها إلى سنة 2012 وهي مزودة بصواعق من نوع AZ111A2 والتي تصنع من قبل منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية ويصف الإيرانيون هذه المنظمة على موقعهم الإلكتروني على النحو التالي:
هي أحد أفرع وزارة الدفاع ودعم القوات المسلحة في جمهورية أيران الإسلامية وهي منظمة مملوكة من قبل الدولة وتؤدي واجباتها ومهامها في مجال الإنتاج والتموين وتلبية احتياجات القوات المسلحة في الجمهورية الإيرانية وأيضاً في مجال تصدير المنتجات والهندسة والخدمات الفنية والتقنية.
في هذا الموقع الإلكتروني يمكننا رؤية الصواعق التي سبق ذكرها بالإضافة إلى مواصفاتها الكاملة مما يؤكد بأنها تُصنع من أجل قذائف الهاون الشديدة الانفجار بما فيها القذائف من عيار 120 مم.

لابد من التنويه هنا إلى أن إسرائيل أوقفت شحنة أسلحة إيرانية غير قانونية سنة 2009 وقد كانت الشحنة تحتوي على قذائف هاون مزودة بالصاعق ذاته (بالإضافة إلى صواريخ من عيار 107 مم) وتتطابق الكتابة المطبوعة على الصندوق مع الكتابة التي نراها في الشريط الذي شاهدناه.

إن هذين المثالين يقدمان أدلة دامغة على تزويد إيران النظام السوري بالأسلحة على مدار الشهور الثمانية عشر الأخيرة بالرغم من الحظر المفروض عليها.

تابعوا مدوّنة Brown Moses على تويترbrown_moses@ باللغة الإنكليزية و brown_mosesAR@ باللغة العربية