Monday 30 September 2013

أدلّة على استخدام الجيش السوري للصواريخ المرتبطة بهجمات السارين في الحادي والعشرين من آب/أغسطس

نَشرتْ الأمم المتحدة تقريراً خاصاً بهجمات السارين التي وقعت في الحادي والعشرين من آب/أغسطس، وقد أكّد التقرير استخدام صواريخ مجهولة في الهجوم (يمكن قراءة المزيد عن هذه الصواريخ في هذا الرابط)، وبعد نشر التقرير دار جدل واسع حول ما إذا كان الجيش النظامي يمتلك هذ الصواريخ أم لا. وقد نشر ناشطو المعارضة عدة أشرطة مصوّرة لهذه الصواريخ ورافقها دائماً مزاعم بأن القوات الحكومية هي من أطلقها. بعد معاينة هذه الأشرطة تمكنتُ من تحديد نوعين على الأقل من هذه الصواريخ، أحدهما مرتبط بهجمات السارين في الحادي والعشرين من آب/أغسطس وبهجمات كيماوية مزعومة أخرى، والنوع الآخر يمكن وصفه بصاروخ ذو رأس حربي شديد الانفجار.

التُقط الشريط التالي في مدينة داريّا الواقعة غربي العاصمة دمشق ونُشر في التاسع والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر 2012 وقد استخدمه المدوّن @hesbol في منشور سعى فيه إلى تحديد مدى الصواريخ المجهولة التي يعتقد أنها استخدمت في الهجمات الكيماوية، ويَظهر في الشريط أحد الصواريخ المجهولة من النوع ذو الرأس الشديد الانفجار لحظة إطلاقه وانفجاره.

 
يمكن رؤية الحواف الخارجية للصاروخ بوضوح أثناء تتبع الكاميرا له.


زُعم في الشريط أن الصاروخ أطلِقَ من مطار المزّة العسكري، وفي الحقيقة يمكننا التحقق من صحّة هذا الزعم حيث نرى عملية الإطلاق في بداية الشريط كما نرى الخطوط الخارجية للهضاب خلف الصاروخ.


نستطيع تحديد اتجاه الكاميرا التي استُخدمت لالتقاط الشريط باستخدام برنامج Google Earth حيث يظهر أنها كانت باتجاه الشمال من داريّا، أي باتجاه مطار المزّة، ومن الواضح أن تضاريس المنطقة تطابق ما نشاهده في الشريط.


إن البناء الواقع في أعلى الهضبة هو مقر الفرقة الرابعة التي يترأسها ماهر الأسد ويمكن مشاهدته هنا في موقع Wikimapia، وقد نشر معهد دراسة الحروب (Institute for the Study of War) تقريراً يعاين فيه الوضع العسكري في دمشق في كانون الأول/ديسمبر 2012 وورد فيه أن المنطقة الواقعة شمال مدينة داريّا بما فيها مطار المزّة والفرقة الرابعة إلى الشمال منه تقع تحت سيطرة الجيش السوري. من خلال الشريط السابق نرى أن الصاروخ المجهول قد أطلق من قِبل القوات الحكومية، وما سبق لا يُظهر أن القوات الحكومية تستخدم هذه الصواريخ فحسب، بل يُظهر أيضاً أنها تستخدمها منذ شهر كانون الأول/ديسمبر 2012.

يمكن قراءة المزيد عن موضوع هجمات الحادي والعشرين من آب/أغسطس في هذا الرابط، كما يحوي هذا الرابط منشورات عن موضوع الأسلحة الكيماوية في سورية بما فيها مقابلات ثرية بالمعلومات أجريتها مع خبراء الأسلحة الكيماوية.

No comments:

Post a Comment